مفهوم عربية القرآن
من أبرز الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة بالنسبة لكل دارس لكتاب الله هل القرآن بالفعل كتاب عربي و إذا كان كذلك لماذا يجد الشخص المتقن للغة العربية مشاكل في فهم العديد من مفرداته و يفهم البعض الأخر بشكل مختلف عن المعنى الحقيقي المراد به في النص إذا فالواقع يقول أننا أمام لغة مختلفة كثيرا عن لغتنا الحالية التي سميت بالعربية الفصحى وليدة العصر العباسي مهما حاولوا إقناعنا بالعكس
و الطريف في الأمر أن من بين المفاهيم المغلوطة و المقلوبة رأسا على عقب في كتاب الله هي عربية القرآن نفسها فقد فسروا العربية على أنها لغة محلية خاصة بقوم يدعون العرب لم يأتي ذكرهم قط في القرآن و وصفوا بقية اللغات و الأجناس بالأعجمية كما جاء في الحديث الشهير(( لأفرق بين عربي ولأ اعجمي ولأ ابيض ولأ اسود الأ بالتقوى ))
هذا التفسير السطحي لمفهوم العربية سيضع أصحابه أمام عدة مشاكل عند عرضه على الآيات و أولها جعل بني إسرائيل من العرب
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) سورة الشعراء
فهذه الآيات فصلت بشكل واضح بين بني إسرائيل و الأعجمين بل و أكدت أن من أبرز أسباب إيمان علماء بني إسرائيل بالقرآن كونه جاء بلسان عربي و أنه لو أنزل على بعض الأعجمين ما كانوا ليؤمنوا به وهنا سنصطدم بمشكل أخر فالآية لا تصنف بني إسرائيل من العرب فحسب بل تؤكد أنه لن يؤمن بالقرآن سوى العرب أو بعبارة أصح هذا القرآن نزل فقط على للعرب و لن يفهمه سوى العرب وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد فقد إعتبرت الآية الأعجمين مجرد كفار و مجرمين فلتذهب شعوب العالم جميعا إلى الجحيم فلن يؤمن و لن يدخل الجنة سوى العرب و الذين من ضمنهم بني إسرائيل ولكن ألم يدعوا أن بني إسرائيل ليسوا عرب و أنهم عبريين ؟ و هنا وجب التوقف عند التشابه الكبير بين لفظتي عربي و عبري فهل هما بالفعل إسمان للغتان مختلفتان أم أن كلمة عربي مجرد ترجمة لكلمة عبري بلغة أخرى مثل ترجمة يحيى ليوحنا و عيسى ليسوع و إلياس لإليا ألخ
فاللسان العربي أو العبري هو مجرد تعبير عن اللسان التي نزلت به الكتب السماوية و ليس كونه لغة خاصة لقوم معينين لذلك نجد أن أتباع التوراة من اليهود والسامريين كل واحد منهم يحاول نسب العبرية للغته المتبناة و ينكرها على الأخر
و سنجد أن حصر مفهوم العربية في اللسان لم يطرح إشكالا في الآية السابقة فحسب بل في العديد من الآيات الأخرى بل جرد القرآن من عالميته و جعله كتاب خاص بالعرب لا غير و حجة على غير العرب لعدم إعتناق الإسلام
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) سورة يوسف
يعني من ليس عربي فلن يعقل و يفهم القرآن و هنا لا أدري لماذا يتعبون أنفسهم بترجمة القرآن للغات أخرى فلن يعيه و يؤمن به سوى العرب فهناك خلل واضح في تفسيرهم لمفهوم عربية القرآن و سيتبين ذلك بوضوح في الآيات الموالية
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) سورة فصلت
مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت
فمن الواضح من خلال الآيات أن تفصيل القران مرتبط بعربية هذا الأخير و من الواضح أيضا أن الآية كانت عبارة عن رد على قوم الرسول الذين طالبوا بقرآن أعجمي فلو كان معنى التفصيل هنا هو الترجمة كما ذهبوا لأصبح طلب قوم الرسول هو إنزال قرآن ليس بلغتهم و هذا التفسير غير منطقي بالمرة فلماذا سيطالبون الرسول بقرآن بلغة أجنبية و ما المعجز في ذلك و يبقى الأقرب للواقع و المنطق أنهم طالبوا بقرآن معقد الفهم أو كتاب كله ألغاز ليعجزوا الرسول و في هذه الحالة سيتغير مفهوم الأعجمية من وصف لك ما هو إجنبي إلى وصف لعدم الوضوح و التفصيل و البيان
ليس هذا فحسب فبتفسيرهم العرقي لعربية القرآن جعلوا منه كتاب يحكم بأحكام عرب الجاهلية كما وصفتهم الروايات
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) سورة الرعد
هل جاء القرآن ليغير أحكام العرب أو جاء ليثبتها و ليحكم بها و مرة أخرى نجد بني إسرائيل الذين وصفوا هنا بالذين أوتوا الكتاب أكثر عربية من العرب أنفسهم كونهم كانوا الأكثر تقبلا لحكم القرآن العربي ! فإذا كانت أحكام العرب هي الحق لماذا نزل القران أصلا و ماذا أضاف لهم ؟ منطق غريب و عجيب فالقرآن هنا أصبح الراعي الرسمي لحكم عرب الجاهلية بينما العكس هو الصحيح بدليل أن الآية حذرت الرسول من إتباع أهوائهم المتمثلة في أحكامهم الجاهلية
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) سورة المائدة
فحكم الله هو الحكم العربي الحكم الواضح الكامل المبين و حكم الجاهلية هو الحكم الأعجمي الأعوج الغير عادل و الغير مبين
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) سورة الزمر
فالعربية لا علاقة لها باللغة بتاتا
لكن يبقى إشكال مفهوم اللسان العربي و اللسان الأعجمي في القرآن و لفهمهما وجب فهم مفهوم اللسان أولا و الذي حصره المفسرون في لهجة القوم المخاطبين في الكتب السماوية
فاللسان العربي أو العبري هو مجرد تعبير عن اللسان التي نزلت به الكتب السماوية و ليس كونه لغة خاصة لقوم معينين لذلك نجد أن أتباع التوراة من اليهود والسامريين كل واحد منهم يحاول نسب العبرية للغته المتبناة و ينكرها على الأخر
و سنجد أن حصر مفهوم العربية في اللسان لم يطرح إشكالا في الآية السابقة فحسب بل في العديد من الآيات الأخرى بل جرد القرآن من عالميته و جعله كتاب خاص بالعرب لا غير و حجة على غير العرب لعدم إعتناق الإسلام
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) سورة يوسف
يعني من ليس عربي فلن يعقل و يفهم القرآن و هنا لا أدري لماذا يتعبون أنفسهم بترجمة القرآن للغات أخرى فلن يعيه و يؤمن به سوى العرب فهناك خلل واضح في تفسيرهم لمفهوم عربية القرآن و سيتبين ذلك بوضوح في الآيات الموالية
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) سورة فصلت
مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت
فمن الواضح من خلال الآيات أن تفصيل القران مرتبط بعربية هذا الأخير و من الواضح أيضا أن الآية كانت عبارة عن رد على قوم الرسول الذين طالبوا بقرآن أعجمي فلو كان معنى التفصيل هنا هو الترجمة كما ذهبوا لأصبح طلب قوم الرسول هو إنزال قرآن ليس بلغتهم و هذا التفسير غير منطقي بالمرة فلماذا سيطالبون الرسول بقرآن بلغة أجنبية و ما المعجز في ذلك و يبقى الأقرب للواقع و المنطق أنهم طالبوا بقرآن معقد الفهم أو كتاب كله ألغاز ليعجزوا الرسول و في هذه الحالة سيتغير مفهوم الأعجمية من وصف لك ما هو إجنبي إلى وصف لعدم الوضوح و التفصيل و البيان
ليس هذا فحسب فبتفسيرهم العرقي لعربية القرآن جعلوا منه كتاب يحكم بأحكام عرب الجاهلية كما وصفتهم الروايات
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) سورة الرعد
هل جاء القرآن ليغير أحكام العرب أو جاء ليثبتها و ليحكم بها و مرة أخرى نجد بني إسرائيل الذين وصفوا هنا بالذين أوتوا الكتاب أكثر عربية من العرب أنفسهم كونهم كانوا الأكثر تقبلا لحكم القرآن العربي ! فإذا كانت أحكام العرب هي الحق لماذا نزل القران أصلا و ماذا أضاف لهم ؟ منطق غريب و عجيب فالقرآن هنا أصبح الراعي الرسمي لحكم عرب الجاهلية بينما العكس هو الصحيح بدليل أن الآية حذرت الرسول من إتباع أهوائهم المتمثلة في أحكامهم الجاهلية
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) سورة المائدة
فحكم الله هو الحكم العربي الحكم الواضح الكامل المبين و حكم الجاهلية هو الحكم الأعجمي الأعوج الغير عادل و الغير مبين
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) سورة الزمر
فالعربية لا علاقة لها باللغة بتاتا
لكن يبقى إشكال مفهوم اللسان العربي و اللسان الأعجمي في القرآن و لفهمهما وجب فهم مفهوم اللسان أولا و الذي حصره المفسرون في لهجة القوم المخاطبين في الكتب السماوية
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) سورة إبراهيم
مع أن مفهوم اللسان أشمل من ذلك بكثير
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) سورة مريم
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) سورة الشعراء
فاللسان هو تعبير عن طريقة الخطاب كالصدق و الكذب و البيان و الوضوح ألخ و لسان القوم يبقى مجرد وصف لطريقة خطاب قوم معينين و الذي يعبر غالبا عن لهجتهم أو لغتهم الخاصة
و هنا بدأت تتضح الصورة فاللسان العربي هو اللسان الكامل الواضح المعالم سواء تعلق الأمر بلغة قوم الرسول الواضحة بالنسبة إليهم أو طريقته في الخطاب من فصاحة و بيان النص نفسه لذلك ردت عليهم الآيات عندما إتهموا الرسول بتعلم القرآن من شخص أخر ذو لسان أعجمي
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) سورة النحل
فأعجمية اللسان هنا لا علاقة لها باللغة فلو كان الأمر كذلك لما سقطت الشبهة لأن أن هذا الشخص أو الرسول كان بإمكانهما ترجمة الآيات من من لغة لأخرى بينما لا يستطيع صاحبنا الأعجمي اللسان أن يحول طريقة خطابه الناقصة الغير كلمة و الغير واضحة إلى نص مثل النص القراني ذو الخطاب المبين و المفصل و فاقد الشيء لا يعطيه
فالعربي هو وصف لكل ما هو مكتمل و واضح و مبين و مفصل و على النقيض الأعجمي هو وصف لكل شيء ناقص غير مكتمل و غير واضح المعالم و ينطبق وصف عربي على كل شخص في العالم تجتمع فيه صفات العلم و الإيمان بالقران و الكتب السماوية بينما الشخص الأعجمي هو نقيضه ممن ينطبق عليهم القول
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) سورة الإسراء
فالعربية لا علاقة لها لا بالقومية و لا باللغة هذه المفاهيم الخاطئة تم ترسيخها في عقول الناس بعد عصر الرسول و خلقت شعبا مفضلا عن بقية الشعوب في الإسلام يعتبر بمثابة الدرع الواقي لدينهم المذهبي المحرف لأن العرق يصمد أكثر من المعتقد فأصبحت العروبة أهم من الإسلام وقد تسببت هذه اللغة المنسوبة لكتاب الله في مشكل أكبر حيث حولت القرآن من كتاب عربي مفهوم إلى كتاب أعجمي نجهل العديد من كلماته و البعض الأخر تغير مفهومه الحقيقي و أصبحت لغة القرآن هي من تعرض على ما يسمونه باللغة العربية و ليس العكس حتى أصبح البعض يتهم القرآن بإستعماله لكلمات دخيلة على لغة العرب !
مسخرة ما بعدها مسخرة
و من أكبر المشاكل التي طرحت أثناء هذه العملية مشكل تنقيط و تشكيل القرآن فتحول من هذا الشكل
إلى هذا الشكل بعد بداية تشكيله في العصر العباسي
فترتب عن ذلك عدة إختلافات في القراءات و تغيرت مفاهيم بعض الكلمات و هذه بعض الأمثلة
سورة ال عمران 146
رواية حفص : {146} وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
رواية قالون : {146} وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِئ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
سورة الزخرف 19
رواية حفص : {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
رواية قالون : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
رواية ورش: {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
سورة البقرة 184
رواية حفص : {184} أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
رواية قالون : {184} أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْاكِينٍ فَمَنْ يَّطََّوَّعْ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
و هناك أمثلة أخرى
ثم يدعون بكل وقاحة أن هذه الإختلافات رحمة و كلها من عند الله فعلى أي نوعية من العقول يضحك هؤلاء !
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
ليس هذا فحسب فقد تلاعبوا بمفاهيم بعض الكلمات لتغير بعض الحقائق و الأحداث التاريخية
كتغير هوية الأقوام المتحاربة في سورة الروم التي تخبر بإنتصار الروم على المؤمنين و التي وعد الله تعالى عباده من خلالها بهزيمة الروم مستقبلا و فرحهم حينها و قد قاموا بتغير لفظ كل من غَلَبَتِ الرُّومُ إلى غُلِبَتِ الرُّومُ و سَيُغْلِبَونَ إلى سَيَغْلِبُونَ لإيهام الناس أن الروم هم من إنهزموا في المعركة الأولى و التي إدعوا أنها كانت ضد الفرس و أنهم سيعودون و ينتصرون عليهم لاحقا لكن ككل مزور لكلام الله تعالى فقد خانتهم أيديهم و فضحهم رب العزة عندما أنساهم تغير لفظ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ إلى غُلْبِهِمْ التي تشير إلى إنتصارهم في الحرب الأولى لأن الإنتصار يشير إليه لسان القرآن بالغَلَب
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) سورة البقرة
و الهزيمة بالغُلْب
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) سورة الأعراف
فالله لا يصف نصر المشركين و لو كانوا من الذين أوتوا الكتاب بنصر الله و المؤمنين لا يفرحون بنصر المشركين و هذا التحريف للأسف ساهم في تغيير العديد من الحقائق التاريخية و الجغرافية بخصوص زمان و مكان بعثة الرسول محمد
و في مثال آخر إدعى المفسرون أن إبليس وعد آدم و زوجته بأن يصبحا ملكين أي من الملائكة حسب تشكيل الآية أو يكونا من الخالدين
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) سورة الأعراف
و سنجد أن نفس الخطاب قد تكرر في سورة طه
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) سورة طه
لكن هنا سنجد تغيير في الخطاب و الوعد فالإضافة للوعد بالخلود كما جاء في الآية الأولى سنجد أن الوعد الثاني كان بالملك مما يظهر لنا خطأ التشكيل في الآية السابقة التي وعد فيها إبليس آدم و زوجته بأن يصبحوا مَلِكَيْنِ و ليس مَلَكَيْنِ نفس هذا الخطأ أتركب في قصة المَلِكَين هاروت و ماروت اللذان ورثا ملك سليمان و اللذان جعلهما التراث من خلال هذه القصة ملَكَين أي من الملائكة
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) سورة البقرة
فالملائكة هي من تتنزل و لا يتنزل عليها
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر
و سنجد أن التنزيل لا يقتصر على الملائكة بل حتى الشياطين
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) سورة الشعراء
و هي من كانت تنزل الوحي الشيطاني على هاروت و ماروت
فحتى أسماء هاروت و ماروت نجدها قريبة و على وزن شخصيات من نفس الحقبة كطالوت و جالوت و لا تشبه أسماء الملائكة فهاذين المَلِكين كان مجرد حاكمين من بني إسرائيل ورثا ملك سليمان الذي كان من ضمنه صلته بشياطين الجن و بعد أن تخلصت هذه الأخيرة من سلطان سليمان عليها بدأت تنتقم و تتنزل و توحي السحر و الكفر للملوك من بعده
فالمدافعون عن التراث إرتضوا بما ورثوا عن أجدادهم و يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم و مذاهبهم و لن يتأتى للمسلمين يوما فهم قرآنهم على الوجه الصحيح كما فهمه قوم الرسول سوى بالقضاء على هذه الإختلافات و توحيد القرآن و تفسير آياته إنطلاقا من النص القرآني نفسه و جعله هو المعيار و ليس لغة سيبويه بمعاجمها فقوم الرسول لم يكن يستعصى عليهم فهم كلمات مثل
عُتُلٍّ زَنِيمٍ غِسْلِينٍ ..ألخ
أو يحتاجون لمعاجم و تفاسير متناقضة لإدراك معاني كلمات بسيطة
فعلى كل مسلم حرص و غيور على كتاب ربه أن يساهم في فضح أكذوبة القومية و اللغة العربية
فاللسان هو تعبير عن طريقة الخطاب كالصدق و الكذب و البيان و الوضوح ألخ و لسان القوم يبقى مجرد وصف لطريقة خطاب قوم معينين و الذي يعبر غالبا عن لهجتهم أو لغتهم الخاصة
و هنا بدأت تتضح الصورة فاللسان العربي هو اللسان الكامل الواضح المعالم سواء تعلق الأمر بلغة قوم الرسول الواضحة بالنسبة إليهم أو طريقته في الخطاب من فصاحة و بيان النص نفسه لذلك ردت عليهم الآيات عندما إتهموا الرسول بتعلم القرآن من شخص أخر ذو لسان أعجمي
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) سورة النحل
فأعجمية اللسان هنا لا علاقة لها باللغة فلو كان الأمر كذلك لما سقطت الشبهة لأن أن هذا الشخص أو الرسول كان بإمكانهما ترجمة الآيات من من لغة لأخرى بينما لا يستطيع صاحبنا الأعجمي اللسان أن يحول طريقة خطابه الناقصة الغير كلمة و الغير واضحة إلى نص مثل النص القراني ذو الخطاب المبين و المفصل و فاقد الشيء لا يعطيه
فالعربي هو وصف لكل ما هو مكتمل و واضح و مبين و مفصل و على النقيض الأعجمي هو وصف لكل شيء ناقص غير مكتمل و غير واضح المعالم و ينطبق وصف عربي على كل شخص في العالم تجتمع فيه صفات العلم و الإيمان بالقران و الكتب السماوية بينما الشخص الأعجمي هو نقيضه ممن ينطبق عليهم القول
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) سورة الإسراء
فالعربية لا علاقة لها لا بالقومية و لا باللغة هذه المفاهيم الخاطئة تم ترسيخها في عقول الناس بعد عصر الرسول و خلقت شعبا مفضلا عن بقية الشعوب في الإسلام يعتبر بمثابة الدرع الواقي لدينهم المذهبي المحرف لأن العرق يصمد أكثر من المعتقد فأصبحت العروبة أهم من الإسلام وقد تسببت هذه اللغة المنسوبة لكتاب الله في مشكل أكبر حيث حولت القرآن من كتاب عربي مفهوم إلى كتاب أعجمي نجهل العديد من كلماته و البعض الأخر تغير مفهومه الحقيقي و أصبحت لغة القرآن هي من تعرض على ما يسمونه باللغة العربية و ليس العكس حتى أصبح البعض يتهم القرآن بإستعماله لكلمات دخيلة على لغة العرب !
مسخرة ما بعدها مسخرة
و من أكبر المشاكل التي طرحت أثناء هذه العملية مشكل تنقيط و تشكيل القرآن فتحول من هذا الشكل
إلى هذا الشكل بعد بداية تشكيله في العصر العباسي
فترتب عن ذلك عدة إختلافات في القراءات و تغيرت مفاهيم بعض الكلمات و هذه بعض الأمثلة
سورة ال عمران 146
رواية حفص : {146} وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
رواية قالون : {146} وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِئ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
سورة الزخرف 19
رواية حفص : {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
رواية قالون : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
رواية ورش: {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
سورة البقرة 184
رواية حفص : {184} أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
رواية قالون : {184} أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْاكِينٍ فَمَنْ يَّطََّوَّعْ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
و هناك أمثلة أخرى
ثم يدعون بكل وقاحة أن هذه الإختلافات رحمة و كلها من عند الله فعلى أي نوعية من العقول يضحك هؤلاء !
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
ليس هذا فحسب فقد تلاعبوا بمفاهيم بعض الكلمات لتغير بعض الحقائق و الأحداث التاريخية
كتغير هوية الأقوام المتحاربة في سورة الروم التي تخبر بإنتصار الروم على المؤمنين و التي وعد الله تعالى عباده من خلالها بهزيمة الروم مستقبلا و فرحهم حينها و قد قاموا بتغير لفظ كل من غَلَبَتِ الرُّومُ إلى غُلِبَتِ الرُّومُ و سَيُغْلِبَونَ إلى سَيَغْلِبُونَ لإيهام الناس أن الروم هم من إنهزموا في المعركة الأولى و التي إدعوا أنها كانت ضد الفرس و أنهم سيعودون و ينتصرون عليهم لاحقا لكن ككل مزور لكلام الله تعالى فقد خانتهم أيديهم و فضحهم رب العزة عندما أنساهم تغير لفظ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ إلى غُلْبِهِمْ التي تشير إلى إنتصارهم في الحرب الأولى لأن الإنتصار يشير إليه لسان القرآن بالغَلَب
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) سورة البقرة
و الهزيمة بالغُلْب
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) سورة الأعراف
فالله لا يصف نصر المشركين و لو كانوا من الذين أوتوا الكتاب بنصر الله و المؤمنين لا يفرحون بنصر المشركين و هذا التحريف للأسف ساهم في تغيير العديد من الحقائق التاريخية و الجغرافية بخصوص زمان و مكان بعثة الرسول محمد
و في مثال آخر إدعى المفسرون أن إبليس وعد آدم و زوجته بأن يصبحا ملكين أي من الملائكة حسب تشكيل الآية أو يكونا من الخالدين
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) سورة الأعراف
و سنجد أن نفس الخطاب قد تكرر في سورة طه
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) سورة طه
لكن هنا سنجد تغيير في الخطاب و الوعد فالإضافة للوعد بالخلود كما جاء في الآية الأولى سنجد أن الوعد الثاني كان بالملك مما يظهر لنا خطأ التشكيل في الآية السابقة التي وعد فيها إبليس آدم و زوجته بأن يصبحوا مَلِكَيْنِ و ليس مَلَكَيْنِ نفس هذا الخطأ أتركب في قصة المَلِكَين هاروت و ماروت اللذان ورثا ملك سليمان و اللذان جعلهما التراث من خلال هذه القصة ملَكَين أي من الملائكة
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) سورة البقرة
فالملائكة هي من تتنزل و لا يتنزل عليها
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر
و سنجد أن التنزيل لا يقتصر على الملائكة بل حتى الشياطين
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) سورة الشعراء
و هي من كانت تنزل الوحي الشيطاني على هاروت و ماروت
فحتى أسماء هاروت و ماروت نجدها قريبة و على وزن شخصيات من نفس الحقبة كطالوت و جالوت و لا تشبه أسماء الملائكة فهاذين المَلِكين كان مجرد حاكمين من بني إسرائيل ورثا ملك سليمان الذي كان من ضمنه صلته بشياطين الجن و بعد أن تخلصت هذه الأخيرة من سلطان سليمان عليها بدأت تنتقم و تتنزل و توحي السحر و الكفر للملوك من بعده
فالمدافعون عن التراث إرتضوا بما ورثوا عن أجدادهم و يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم و مذاهبهم و لن يتأتى للمسلمين يوما فهم قرآنهم على الوجه الصحيح كما فهمه قوم الرسول سوى بالقضاء على هذه الإختلافات و توحيد القرآن و تفسير آياته إنطلاقا من النص القرآني نفسه و جعله هو المعيار و ليس لغة سيبويه بمعاجمها فقوم الرسول لم يكن يستعصى عليهم فهم كلمات مثل
عُتُلٍّ زَنِيمٍ غِسْلِينٍ ..ألخ
أو يحتاجون لمعاجم و تفاسير متناقضة لإدراك معاني كلمات بسيطة
فعلى كل مسلم حرص و غيور على كتاب ربه أن يساهم في فضح أكذوبة القومية و اللغة العربية
التالي
« التدوينة السابقة
« التدوينة السابقة
السابق
التدوينة التالية »
التدوينة التالية »