المسجد الأقصى لا يوجد في القدس


بسم الله الرحمن الرحيم

في جميع الديانات السماوية نجد أرض مباركة واحدة و مكان مقدس وحيد و منفرد إختصه الخالق ليحج إليه أتباع كل ديانة كل منهم على حسب ما  توارثه من أجداده فاليهود و المسيحيون يقدسون ما يسمى حاليا ببيت المقدس والسامريون يقدسون جبل جرزيم المتواجد في نابلس بإستثناء المذاهب المنسوبة للإسلام  التي إخترعت لها بقعتين مقدستين فوق هذه الأرض المسجد الحرام و المسجد الأقصى
و إن كان المسجد الحرام قد ذكر بإسهاب في كتاب الله حيث فرض الله على عباده الحج إليه في كل زمان و مكان حسب الإستطاعة و وصف الممتنع عنه بالكفر
(95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
فيبقى المسجد الأقصى ذلك المجهول الذي ذكر مرة وحيدة في القران حيث جاء مقترنا بإسراء الرسول 
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)  سورة الإسراء
أول ما يثير الإنتباه في هذه الآية هو إنعدام ذكر حادثة المعراج  التي إقترنت بالإسراء في كتب التراث المذهبي حيث تدعي هذه الأخيرة أنها مفصلة لما غفل القران عن ذكره و في الحقيقة هي مخترعة لكل قصة وهمية أردوا نسبها للرسول لأن القران كتاب مفصل من عند رب العالمين
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)  سورة الأنعام
فيستحيل أن أن يذكر نصف القصة الأول ثم يغفل عن نصفها الأهم فمن خلال سياق الآية يتجلى بوضوح أن المسجد الأقصى كان هو نهاية و منتهى الرحلة ليري الله آياته لرسوله بالمسجد الأقصى نفسه
و من الاشياء المثيرة للإنتباه كذلك وصف ما حول المسجد الأقصى بالبركة نفس الصف التي وصف به البيت الحرام مما يلزم إنتمائه لنفس الأرض التي يوجد بها البيت الحرام أرض الأنبياء المباركة حيث سبق التطرق لهذا الموضوع بإسهاب في الموضوعين
و هنا يطرح التساؤل لماذا لا نجد أي ذكر لهذا المسجد في بقية الأحداث القرانية ما دام هذا الأخير ينتمي لنفس أرض الأنبياء التي شملتها الدعوة المحمدية 
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27)  سورة الأحقاق
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)  سورة الشورى
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)  سورة الأنعام
لماذا لا نجد أي أمر و إلزام للمسلمين بالإقامة و الصلاة فيه لماذا لا نجد أي صراعات و حروب ضارية بسببه لماذا لا نجد تحريم للقتال عنده مثل المسجد الحرام 
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)  سورة البقرة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)  سورة البقرة
و الأهم من هذا كله لماذا نجد تغيب تام لذكر هذا المسجد في سيرة الأنبياء القرانية !
هناك سؤال أخر يطرح نفسه بشدة لماذا أختير المسجد الأقصى كبوابة للسماء عوض المسجد الحرام أليس هذا الأخير هو الأحق بنيل هذا الشرف كونه أقدس بقعة فوق هذه الأرض و مكان نزول أدم في هذه الأخيرة حسب سيرتهم !
فخلاصة القول هناك مسجد واحد مقدس بالنسبة للعالمين فوق هذه الأرض هو المسجد الحرام المسجد الذي أمر الله المسلمين بالحج إليه و بالقتال من أجله و تحريمه على المشركين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28)  سورة التوبة
و في حقيقة الأمر المسجد الحرام ليس وصف لبيت خاص بالعبادة بل وصف للبلدة المحرمة التي يقع فيها البيت الحرام كما سبق التوضيح في موضوع  مفهوم السجود و المساجد  فإذا كان المسجد الحرام وصف لبقعة خاصة بالعبادة والسجود لله و ليس دار عبادة بالمفهوم الحالي للمسجد  فمن غير المستبعد أن ينطبق نفس الوصف على المسجد الأقصى  و بالعودة لمفهوم وصفه بالأقصى نجد أنفسنا أمام إحتمالين إما أن يكون هذا الوصف قد جاء تعبيرا للبعد المكاني أو جاء  كتعبير لمرتبة المسجد العالية فمثلا في القران وصفت الحياة الدنيا بالدنياوية كونها أقل درجة من الحياة الآخرة و إحتمال أن يكون وصف المسجد الاقصى إشارة على أن هذا الأخير أعلى درجة من المسجد الحرام و من جميع مساجد الأرض بطبيعة الحال مستحيل أن يتواجد هذا المسجد فوق هذه الأرض بل في السماوات العلا عند سدرة المنتهى حيث توجد جنة المأوى
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)  سورة النجم
فإن كانت هناك رحلة إلى السماء فهناك رحلة واحدة لا غير من بلدة البيت الحرام إلى المسجد الأقصى لا وجود لرحلة إلى ما يسمى حاليا ببيت المقدس الذي لم يكن متواجدا أصلا في عهد الرسول و بالإطلاع على روايات الإسراء إلى القدس سيتبين الكم الهائل من الخرافات و الأخطاء التاريخية
روى البخاري ومسلم بسندهما عن أنس بن مالك  أَنَّ رَسُولَ اللّهِ r قَالَ: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ (وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ) قَالَ، فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ، فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ. ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ خَرَجْتُفَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبْرِيلُ : اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ" {صحيح مسلم ، باب الإسراء برسول الله السموات وفرض الصلوات 
فعلاوة عن صلاة الرسول في مسجد لم يبنى بعد سنلاحظ ركوبه لدابة تدعى البراق التي هي في حقيقة الأمر مجرد  نسخة طبق الأصل لدابة مشابهة تدعى الحصان المجنح أو بيغاسوس و التي نجدها في الأساطير الإغريقية

كما يلاحظ أن الرسول قام بربط هذه الدابة المسخرة من عند الله حتى لا تفر ! في نفس المكان الذي كان يربط فيه الأنبياء براقهم ! فمن هم هؤلاء الأنبياء متى كان لديهم براق لماذا كان لديهم بوراق أصلا هل كانوا يعرجون إلى السماء ! و هناك العديد من الرويات المماثلة التي تدعي أن الرسول صلى بالأنبياء في القدس و أخرى تقول أنه وجدهم في السماوات ألخ مما يوضح سياسة الترقيع و الضحك على العقول التي تستعمل في مثل هذه الروايات لنسخ قصص خيالية
فلا وجود لمسجد مقدس فوق هذه الأرض سوى المسجد الحرام و لا نجد ذكر لقدسية بيت المقدس سوى عند اليهود و من إتبع موروثهم المحرف من مسيحيين و سنيين

معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الأحد، 26 أبريل 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia