هل كانت التوراة والإنجيل محرفة في زمن الرسول محمد ؟

بسم الله الرحمن الرحيم


أوهمنا تراث و تاريخ المذاهب أن الرسول محمد بعث في مجتمع مظلم أضاع فيه جل أتباع الرسالات السماوية كتبهم بتحريف نصوصها مبتعدين بذلك عن طريق الحق فكان الرسول و قومه العرب بمثابة المنقد للبشرية و ربما كان الهدف من وراء هذه الفكرة هو ربط توقيت نزول القرآن و بعثة الرسول محمد بفترة تاريخية معينة
ولكن هل بالفعل الكتب السماوية مثل التوراة و الإنجيل كانت ضائعة زمن نزول القرآن ؟ و إذا كانت كذلك فكيف يكون القرآن مصدقا لكتب مصدر جزء كبير منها بشري ؟
 يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)  سورة البقرة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)  سورة البقرة
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)  سورة آل عمران
 وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)  سورة المائدة
بل العكس القرآن جاء مكذبا لكل نص بشري غير إلهي 
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)  سورة البقرة
فالآيات التي تذكر تصديق القرآن لما بين يديه من التوراة الإنجيل في زمن نزوله إن دلت على شيء فإنما تدل على أن التوراة والإنجيل في عصر الرسول محمد كانتا محفوظتان و لم يطلهما التحريف على الأقل من ناحية النصوص عكس التوراة و الإنجيل الحاليتين فهل هناك عقل يقبل أن يكون القرآن مصدقا لما يطلقون عليه حاليا بالكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد بطبيعة الحال لا هل سيصدق القرآن بالفواحش و أقوال الشياطين و نسب جميع أنواع الجرائم من زنا و قتل و سكر لأنبياء الله الطاهرين هل سيصدق القرآن بكتب كلها خرافات و أخطاء علمية ؟ فمشكلة الكتب السماوية في عهد الرسول هي نفس مشكلة الناس مع القرآن حاليا حيث تم التلاعب بمعاني الكلمات و النصوص و ليس بالنصوص نفسها
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)  سورة المائدة
حيث كانوا يفسرون الآيات بطريقة مختلفة عن ما جاء في النصوص التي بقيت محفوظة و فيها حكم الله كما أنزل 
فكما سيتبين في الآية الموالية فنفس هؤلاء الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه أي يحرفون معانيه من بعد وضعها في الكتاب على وجهها الصحيح هم من دعاهم الله تعالى للرجوع لنصوص توراتهم و الحكم بها في إشارة واضحة لصحتها 
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)  سورة المائدة 
فمثلهم مثل أصحاب المذاهب اليوم عندهم النصوص صحيحة لكن يرفضون الحكم بها و يحكمون بتفاسيرهم المبنية على الأهواء
و الطريف في الأمر أن أصحاب المذاهب فسروا الآية التي تتحدث عن تحريف أسلافهم للكلم من بعد مواضعه بنفس طريقتهم أي بتحريف الكلم من بعد مواضعه و قلب معانيه
تفسير الجلالين
{ يا أيها الرسول لا يَحزنك } صنع { الذين يسارعون في الكفر } يقعون فيه بسرعة أي يظهرونه إذا وجدوا فرصة { من } للبيان { الذين قالوا آمنا بأفوههم } بألسنتهم متعلق بقالوا { ولم تؤمن قلوبهم } وهم المنافقون { ومن الذين هادوا } قوم { سماعون للكذب } الذي افترته أحبارهم سماع قبول{ سماعون } منك { لقوم } لأجل قوم { آخرين } من اليهود { لم يأتوك } وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما { يحرفون الكلم } الذي في التوراة كآية الرجم { من بعد مواضعه } التي وضعه الله عليها أي يبدِّلونه { يقولون } لمن أرسلوهم { إن أُوتيتم هذا } الحكم المحرف أي الجلد الذي أفتاكم به محمد { فخذوه }فاقبلوه { وإن لم تؤتوه } بل أفتاكم بخلافه { فاحذروا } أن تقبلوه 
فلا حول و لا قوة إلا بالله أصبح حكم الله بجلد الزناة الواضح في القرآن بنص صريح هو التحريف و أصبح الرجم الذي لم يذكره إطلاقا في كتابه و الذي لا يوجد دليل على تشريعه في التوراة الأصلية هو الحق ؟
فجل النصوص تؤكد أن التوراة و الإنجيل كانتا محفوظتين و صحيحتين في عصر الرسول و هذه أمثلة 
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)  سورة آل عمران
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)  سورة المائدة 
 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)  سورة المائدة 
و هناك عدة دلائل قرآنية تؤكد التقارب الشديد بين نصوص القرآن و نصوص التوراة و الإنجيل في زمن الرسول و من أبرزها نبوءات النبي محمد التي كانت واضحة وضوح الشمس و التي لم يعد لها حس و لا أثر حاليا في ما يسمى بالكتاب المقدس مهما حاول أصحاب المذاهب إقناع الناس بالعكس فتبقى نصوص مبهمة و غير واضحة فهل عندما يقرأ اليهودي أو المسيحي حاليا القرآن يعرف محمد كمعرفته لأبنائه ؟
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)  سورة البقرة
فهل هناك حاليا في ما يسمى بالكتاب المقدس آية واضحة تخبر بقدوم نبي أمي في المستقبل
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)  سورة الأعراف
بطبيعة الحال لا 
فالتوراة و الإنجيل اللذان يعتبران من الذكر أيضا ظلا محفوظين مصدقا لقوله تعالى
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)  سورة الحجر
حتى إنتهاء مدة صلاحيتهما مع نزول القرآن الذي هيمن عليهما 
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)  سورة المائدة
فالقرآن نزل في حقبة كانت فيها الذين هادوا و النصارى قريبين من شريعة القرآن يصلون كما جاء في القرآن يقيمون الليل كما جاء في القرآن
لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)  سورة آل عمران
و يؤتون الزكاة كما أمر القرآن
لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)  سورة النساء
و يصومون مثلما يصوم المؤمنون
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)  سورة البقرة
و كانوا يعتمدون نفس التقويم و كذلك الأشهر الحرم التي كان يحاول بعضهم التلاعب بموعدها 
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)  سورة التوبة
و خلافا لما حاول التراث إقناعنا به أن المعنيين هنا هم المشركين الوثنيين فالآية بالفعل تتحدث عن المشركين من الذين أوتوا الكتاب كما يتبين في هذه الآية
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)  سورة التوبة
فكتب و طقوس و عبادات اليهود و المسيحيين في زمن نزول القرآن كانت قريبة لشريعة القرآن و لا تمت بصلة لليهودية و المسيحية الحالية و حتى المذاهب المنتسبة حاليا للإسلام فنجدها بعيدة كل البعد عن شريعة القرآن الأصلية
فصحة التوراة و الإنجيل في عهد الرسول محمد شيء واضح و أكيد لكن يبقى السؤال هل كانت هناك كتب توراة و إنجيل محرفة و تحتوي على نصوص بشرية مثل عصرنا الحالي ؟
في الحقيقية لا يوجد أي دليل على ذلك في نصوص القرآن و من الناحية المنطقية لا معنى لوجود كتب صحيحة إذا كانت هناك كتب أخرى محرفة فلنتصور لو كان لدينا حاليا أكثر من قرآن واحد هل كنا سنعتبر الذكر محفوظ ؟ كيف سنميز الصحيح من الخطأ ؟
ففي غالب الظن أن الآيات التي تتحدث عن كتابة البعض لكتب نسبوها لله  
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)  سورة البقرة
تتحدث عن كتب أخرى غير التوراة و الإنجيل إدعى أصحابها أنها وحي من عند الله مثلما ما فعل أصحاب المذاهب مع روايات البخاري و مسلم التي أصبحت جزء لا يتجزأ من الوحي و الدين و التلموذ اليهودي خير مثال
فرسالة النبي محمد لم تصنع الإسلام بل أكملته 
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)  سورة القصص
و هذه الحقيقية تطرح أكثر من علامة إستفهام حول الزمن الحقيقي لزول القرآن و الذي لا يتطابق مع الأوضاع الدينية في الزمن الذي نسبت إليه البعثة المحمدية 



معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الثلاثاء، 25 أغسطس 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia