أكذوبة الدعوة إلى الإسلام بالسيف

بسم الله الرحمن الرحيم


من أشهر التهم الباطلة التي ألصقت بالدين الإسلامي عدونا و ظلما من طرف أعدائه إدعاء أنه دين إرهاب و سفك دماء و لكن عندما نعود لتفاسير و السيرة و الأحاديث المنسوبة للرسول نجد أن المسؤول الأكبر على هذه الصورة السيئة التي نسبت للإسلام هو عدوه الأول المتجلي في مذهب السنة و الجماعة و إذا عرف السبب بطل العجب فعندما نعود لتاريخ الدول الإمبريالية التي أسست هذا المذهب كالأمويين و العباسيين وحتى من يطلقون عليهم لقب الصحابة نجد أن نفس هذه التفاسير و الأحاديث الدموية قد صممت على مقاس أحداث معينة لتبرير التوسعات الإستعمارية لهذه الدول و طبعا لاتزال هذه التهمة تقف حجر عثرة في وجه دين الله إلى يومنا هذا حيث يقوم أعداء الإسلام بإستغلالها  على أحسن وجه معتمدين كما إعتمد أصحاب المذاهب من قبلهم على كثرة آيات القتل و الحروب في القرآن لإيهام الناس أن سلاح الرسول الأول لنشر الإسلام كان هو السيف كما تصور أحاديثهم المخزية
لكن الباحث عن الحقيقية من خلال النصوص نفسها سيكتشف أن الحقيقة جاءت معكوسة تماما و أن كثرة الحروب في عهد الرسول تعود بالإساس لإعتداء و حرب الكفار المتواصلة على المسلمين و ليس العكس 
فأبرز ما يلاحظ على الذين يستشهدون بآيات القتال للإثبات عدوانية الإسلام هو إقتطاعهم الآيات من سياقها و تفسيرها بأسوء طريقة ممكنة فمثلا عندما تذكر هذه الآية 
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)  سورة البقرة
يقومون بتفسير القتال على أنه فريضة لنشر الإسلام لكن عندما نطلع على الآية الموالية نجد أن العكس هو الصحيح و أن القتال قد فرض عليهم للدفاع عن أنفسهم و عن دينهم و أن طوال جل فترة البعثة المحمدية لم يكف الكفار عن قتالهم و محاربتهم للمسلمين لإخراجهم من دينهم 
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)  سورة البقرة
فليس الرسول محمد من حاول نشر دينه بالسيف بل الكفار من سعوا لإرجاع المسلمين لأديانهم السابقة بالسيف و هو ما سيتبين بشكل واضح في الآية التالية و التي تبين بالملموس سبب قتال المسلمين للكفار الذين طردوهم و شردوهم لا لسبب سوى دينهم و معتقدهم الجديد
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)  سورة الحج
و لنفس السبب كتب الله على بني إسرائيل القتال سابقا 
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)  سورة البقرة
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)   سورة البقرة
و لو عدنا لجميع السور و الآيات مع مراعاة السياق سنجد أن جميع حروب الرسول كانت دفاعية و عادلة حيث كانت القاعدة الأساسية عدم الإعتداء على غير الظالمين
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)  سورة البقرة
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)  سورة الأنفال
فهل يوجد عدل و عفو أكثر من هذا فالمسلم مأمور بالكف عن القتال و الصفح عن الآخر مباشرة بعد توقف هذا الأخير عن العدوان و قد كان هذا هو منطق القرآن العام
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126)  سورة النحل
فالهدف الوحيد من القتال هو كف بأس و أذى الكفار للمؤمنين و حماية دين الله و إنه لمن المضحك و المخزي في نفس الوقت الطريقة حرف وشوه بها أصحاب المذاهب مفهوم هذه الآيات عندما إدعوا أن المقصود بقول حتى لا تكون فتنة و يكون الدين لله هو وجوب قتال الكفار حتى يسلموا و تكون جميع الأمم على دين لله أما بالنسبة لعبارة فإن إنتهوا فقد قاموا بتفسيرها بالإنتهاء عن الكفر و ليس العدوان

تفسير بن كثير
{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} يعني لا يكون شرك وهو قول مجاهد والحسن وقتادة والسدي ومقاتل وزيد بن أسلم . وقال عروة بن الزبير: { حتى لا تكون فتنة} حتى لا يفتن مسلم عن دينه، وقوله: { ويكون الدين كله لله} ، قال الضحاك عن ابن عباس: يخلص التوحيد للّه؛ وقال الحسن وقتادة: أن يقال لا إله إلا اللّه، أن يكون التوحيد خالصاً للّه فليس فيه شرك ويخلع ما دونه من الأنداد، وقال عبد الرحمن بن أسلم: { ويكون الدين كله لله} لا يكون مع دينكم كفر، ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيحين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه عزَّ وجلَّ) وقوله: { فإن انتهوا} عما هم فيه من الكفر فكفوا عنه، وإن لم تعلموا بواطنهم 

تفسير الجلالين
 وقاتلوهم حتى لا تكون } توجد { فتنةٌ } شرك { ويكون الدِّين كله لله } وحده ولا يعبد غيره { فإن انتهوا } عن الكفر { فإن الله بما يعملون بصير } فيجازيهم به .
مع أن سياق الآيات جاء واضحا و صريحا و يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإنتهاء خاص بالعدوان و ليس بالعقيدة و الكفر أما بالنسبة لقوله تعالى حتى لا تكون فتنة و يكون الدين لله تعني حتى يبقى الإسلام خالص لله لوحده و لا يتم القضاء عليه و إرجاع أتباعه للفتنة و عبادة الشركاء لأن هذا كان هو هدف عدوان و حرب المشركين على المسلمين من الأساس بإرجاعهم لدينهم السابق كما سبقت الإشارة 
و الحقيقة أن  هدف حروب الرسول محمد كان مقتصر على كف بأس و عدوان الكفار لا غير
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)  سورة النساء
و للأسف يحاول أعداء الإسلام التركيز على بعض الكلمات دون مراعاة السياق كتحريض القرآن المؤمنين على القتال لتصويره على أنه حث دائم على الحرب و الإعتداء على الآخرين و كذلك إستشهادهم بالمصطلح المشهور الذي أصبح ملازما للإسلام خصوصا في عصرنا الحالي ألا و هو إرهاب الأعداء لكن عندما نرجع لسياق الآيات التي ذكر في الإرهاب و التحريض كاملا 
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)  سورة الأنفال
نجد أن مفهوم الإرهاب الحقيقي في القرآن هو إظهار القدرات العسكرية للعدو لتخويفه و دفعه لعدم العدوان و محاربة المسلمين و ليس معناه تفجير الأبرياء كما يقوم مجرمو السنة في عصرنا الحالي و سنجد في الآية الموالية أن الهدف من هذا الإرهاب هو إنهاء الحرب و دفع العدو إلى السلم حيث أمر الله تعالى رسوله أن يجنح للسلم في حالة رغبة الكفار في ذلك
 وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)  سورة الأنفال
أما بالنسبة لتحريض المؤمنين على القتال فكان في حالة واحدة فقط عند خيانة الكفار للرسول بعد معاهدته لهم كما سيتبين في الآيات الموالية
وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)  سورة الأنفال
فعندما نتدبر السياق كاملا نجد أن كل الآيات التي تستعمل لتصوير الإسلام على أنه دين قتل و رعب  ما هي في الحقيقة سوى حالات للدفاع عن النفس و عن العقيدة ضد عدو كان دائم الغدر و الخداع و نقد المواثيق و العهود
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)  سورة الأنفال
و دائما مع سياق سورة الأنفال 
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)  سورة الأنفال
حيث حرم الله على المؤمنين حماية كل مؤمن تعرض للإضطهاد الديني إن كان هذا الأخير ينتمي لقوم بينهم و بين المسلمين ميثاق و هذا يبين مدى حرص القرآن على إحترام المعاهدات و عدم نقض العهود ثم يأتي البعض و يصفون الإسلام بدين قطاع الطرق ؟ و سنجد حثا على ذلك في عدة مواضع أخرى
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)  سورة النساء
و هنا أيضا يتبين ماذا حرص القرآن على عدم قتال الكفار و المنافقين الذين الذين لم يسعوا لقتال المسلمين بل سنجد تحذير في الآيات الموالية من قتال الأقوام الغير مسلمة التي لا تكن أي عداء للإسلام بسبب معتقدها الديني و هذه الاية بالذات تعد ضربة قاضية لفكرة نشر الإسلام بالسيف و نهب خيرات الدول بإسم العقيدة
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)  سورة النساء
 نفس المبدأ تكرر في العديد من الآيات و السور المختلفة
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)  سورة الممتحنة
و إنه لمن الغريب و من الجهل و عدم الإنصاف ما يدعيه بعض أعداء الإسلام ان الخطاب القرآني تحول من خطاب سلمي يبيح لغير المسلم حرية العقيدة أثناء مرحلة الضعف المكية و تغيره إلى سور كلها قتال و إكراه في الدين بعد الهجرة و الإستقرار بالمدينة
المشكلة أن كل السور و الآيات التي إستشهدت بها  لحد الساعة تعتبر مدنية على حسب تصنيفهم لمراحل الوحي يعني لم يتغير منطق القرآن الدفاعي في جل سور المدينة أما في الحقيقة فلا وجود لا لمرحلة مكية ولا مدنية فالرسول لم ينشأ في مكة و لم يهاجر لقرية تدعى المدينة لأنها ببساطة غير موجودة من الأساس و يمكن الرجوع للموضوعين التالين للتأكد من الأمر
و الدليل على أن نفس منطق حرية العقيدة بقي كما هو و لم يتغير  حتى بعد ما يسمونه بالمرحلة الهجرية هذه الآية التي جاءت في سورة البقرة المدنية حسب تصنيف أصحاب المذاهب
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)  سورة البقرة
فمرحلة الهجرة أو بالأحرى مرحلة طرد الرسول و المسلمين من ديارهم و أوطانهم 
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)  سورة محمد
كانت هي بداية الإضطهاد و محاربة الكفار للإسلام و المسلمين و لم تكن أبدا مرحلة قوة حيث كان الكفار دائما أكثر عددا من المسلمين اثناء الحروب
الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)  سورة الأنفال
أما مرحلة القوة الحقيقية للمسلمين في عهد الرسول فكانت بعد فتح بكة 
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)  سورة الفتح
فقبل الفتح حتى المسلمين أنفسهم كان فريق منهم يتجنب القتال 
وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)  سورة الحديد
و هنا نصل إلى أكثر سورة يستشهد بها أعداء الإسلام سواء الداخليين ممن يسخرون الآيات لأهوائهم الدنياوية أو الخارجيين الذين يستغلون تفاسير أصحاب المذاهب و تصنيفهم للسور للنيل من الإسلام و هذه السورة بطبيعة الحالة هي سورة براءة أو التوبة كما أطلق عليها البعض الأخر و قد تعمدوا تصنيفها على أنها أخر سورة حسب ترتيب النزول
 لإيهام الناس أنها ناسخة لكل ما قبلها من السور و بالتالي إلغاء كل ما جاء من سلم و حرية العقيدة في بقية سور القرآن لكن الله تعالى أبى إلى أن يفضح هذه الكذبة و يبين لهم أن سورة المائدة هي أخر ما أنزل من القرآن حين أعلن من خلالها أنه أكمل للمسلمين دينهم 
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)  سورة المائدة
و هم يعلمون ذلك جيدا حيث قاموا بجعل سورة المائدة في الترتيب ما قبل الأخير حسب النزول حتى تكون الخاتمة لسورة التوبة  و حتى لا يعارض ما جاء في سورة المائدة من أحكام الأفكار العدوانية التي نسبوها لسورة التوبة و أرادوا إيهام الناس أنها ناسخة لبقية القرآن و لا أدري كيف يقول الله للناس اليوم أكملت لكم دينكم ثم ينزل بعد ذلك سورة تلغي جزء كبير من هذا الدين الذي أعلن إكتماله ؟
 و أول ما يلفت الإنتباه في خاتمة السور هو إعلانها يئس الكفار من دين المسلمين أو بالأحرى يأسهم من القضاء عليه مما يؤكد ما أسلفت الذكر حول سبب الحروب التي لازمت المسلمين في جل فترة البعثة المحمدية و المفاجئة أننا كلما تتبعنا سياق الآيات كلما إكتشفنا أن أخر الوحي لم يتغير عن أوله في شيء من حيث منطق العدل و تحريم العدوان و الإعتداء على الغير و العفو عن الظالمين في حالة توبتهم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)  سورة المائدة
يَا  أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)   سورة المائدة
و هذه آيات أخرى تأكد بالملموس إحترام القرآن حتى أخر سوره لمبدأ حرية العقيدة
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)   سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)   سورة المائدة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)  سورة المائدة
فكما ترون لا وجود لأي إكراه في الدين و على عدوان على الكافرين
و قبل الخوض في آيات القتال من سورة التوبة وجب تمييز لغة و طريقة خطاب القرآن عن لغتنا الحالية و سأعطي مثال من سورة التوبة نفسها فلو طبقنا مفهومنا اللغوي الحالي على هذه الآية فسيكون الكفر و النفاق شامل لجميع الأعراب 
الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)  سورة التوبة
لكننا آيتين فقط بعد ذلك سنجد القرآن يخبرنا أن من بين الأعراب مؤمنون متقون
 وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)  سورة التوبة
فخاطب القرآن لأقوام و طوائف معينة بلقبهم لا يعني أنه يشملهم كلهم فعندما يخاطب المشركين و أهل الكتاب في الآيات فلا يعني أنه يشملهم جميعا و هذا التوضيح كان ضروريا لإدراك المعنى الحقيقي لبعض آيات سورة التوبة التي تبرئ من خلالها الله و رسوله و المؤمنين من طائفة من المشركين نقضت معهادة الصلح و الأمان مع المسلمين  حيث قاموا بمحاربتهم و حاولوا إخراج الرسول
  أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)  سورة التوبة 
و لأن الله حرم القتال في الأشهر الحرم
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)  سورة البقرة
فقد جعل لهم مهلة للرد عليهم تنتهي مع إنتهاء الأشهر الحرم
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)  سورة التوبة 
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)  سورة التوبة 
و طبعا إذا إعتنقوا الإسلام فحينها لا يحق قتلهم و هو نفس المنطق الذي ذكر في سورة المائدة 
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34)  سورة المائدة 
و طبعا عندما يتم إقتطاع أجزاء من هذه الآيات و عدم مراعاة السياق و لغة و طريقة خطاب القرآن فإنها توحي بإكراه المشركين المطلق على الإسلام في كل زمان و مكان لكنها في الحقيقية تخص طائفة منهم فقط نقضت عهدها و غدرت بالمؤمنين و لن نجد آية واحدة تطالب بقتال الكفار حتى يؤمنوا فهدف قتال الكفار الدائم في القرآن كله بما فيه سورة التوبة هو إجبارالكفار عن وقف العدوان
وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)   سورة التوبة 
 أما بالنسبة للمشركين الذين لم ينقضوا ميثاقهم و عهدهم فلا حرب و لا قتال لهم
 إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)  سورة التوبة 
كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)  سورة التوبة 
نأتي الأن إلى الآية التي أسالت كثيرا من المداد و إدعى أصحاب المذاهب أنها تجبر المواطن الكتابي على دفع ضريبة الحماية للمسلمين فعن أي حماية يتحدثون و هو يدفعها دليلا صاغرا و إن لم يدفعها يقتل ؟ 
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)  سورة التوبة 
أول ما يلاحظ في هذه الآية أنها لا تخاطب كل الذين أوتو الكتاب بل طائفة منهم لا تؤمن بالله و لا باليوم بالأخر و كما أخبرنا القرآن فأهل الكتاب منهم أمة يؤمنون بالله و باليوم الأخر و يدينون دين الحق
لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)  سورة آل عمران
يعني كل كتابي يؤمن بالله و اليوم الأخر لا تشمله الآية
ثاني ملاحظة أن سبب القتال ليس عقائدي فلم تقل الاية حتى يؤمنوا بل كان الهدف من القتال هو إعطاء هؤلاء للجزية التي صورها أصحاب المذاهب على أنها ضريبة من المال لكنها معنها اللفظي في الحقيقة نجده مشتق من كلمة جزاء 
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)  سورة المائدة 
فمعنى الجزية في هذه الحالة هو إعطائهم جزاء من المال كانوا قد أخدوه عدونا و ظلما أو كتعويض لضرر ألحقوه  بالمسلمين لذلك إستعملت عبارة عن يد وهم صاغرون أي لا تتوقفوا عن قتالهم حتى يعطوا لكم جزاء ما أخدوه منكم مكرهين بعد هزيمتهم و إدلالهم  و في غالب الظن أن هؤلاء الكتابين هم نفسهم المشركين الذين نقضوا العهد و حاربوا المسلمين في الآيات السابقة حيث سيتبين شركهم في الآيات الموالية
 وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)  سورة التوبة 
فمن الواضح هنا أن المقصود طوائف دينية من اليهود والنصارى كانت مشركة تعبد عزير و المسيح  و لا تؤمن بالله و اليوم الأخر وتستغل الدين لنهب الأموال و محاربة دين الله الحق
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)   سورة التوبة
و لا علاقة للآية نهائيا بالمعتقد الديني و لا بالضريبة
و من الآيات التي يستشهد بها أصحاب المذاهب أيضا لإثبات أن سورة التوبة فرضت الإكراه في الدين
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)  سورة التوبة  
لكن في الحقيقة هذا الأمر الإلهي ذكر قبل سورة التوبة حسب سيرتهم المعتمدة
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)  سورة التحريم
 وكلنا نعلم أن سورة التحريم حسب نفس السيرة  نزلت قبل سورة المائدة التي تدعوا لحرية العقيدة كما سبقت الإشارة فحجتهم و أكذوبتهم ساقطة من الأساس
و هل الجهاد محصور أصلا في القتال ؟ بطبيعة الحال لا فأساس جهاد الكفار و المنافقين هو القرآن 
وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)  سورة الفرقان
و ما فيه من آيات تفضحهم و تفضح معتقداتهم الكاذبة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)  سورة المائدة
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64)  سورة التوبة
و المفاجئة أننا في سورة التوبة نفسها سنجد الدليل على إحترام الإسلام لحرية عقيدة الأخرين مثل بقية السور و هذا مثال
وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)  سورة التوبة 
فهل نص القرآن هنا بتنفيد حد الردة فيهم بل على العكس جاء التأكيد على أنهم سيبقون على قيد الحياة  يفتنون بأموالهم و أولادهم حتى تزهق أنفسهم و هم كافرين كل ما طلبه الله تعالى من رسوله الكريم هو عدم قبول صدقاتهم و أموالهم
 فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)  سورة التوبة 
هنا أيضا لا وجود لحد ردة فقط طلب من الرسول بعدم قبول شراكتهم في الحروب و عدم الصلاة على أحد منهم عند موته
فالإكراه في الدين مجرد أسطورة صنعتها المذاهب خصوصا مذهب السنة و الجماعة لتبرير أفعالهم و فكرهم الإستعماري الإجرامي الذي قاموا بتعزيزه بأحاديث كاذبة نسبت للرسول محمد مثل
صحيح البخاري -  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ




معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الاثنين، 29 يونيو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia