عدد الصلوات في كتاب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتقد العديد من الناس أن أوقات و عدد الصلوات لم تذكر في كتاب الله وقد حرص رجال الدين المذهبيين عبر العصور على إخفاء هذه الحقيقة و طمسها بأحاديث المعراج الخرافية التي تدعي أن الصلاة شرعت في السماوات العلي لكن هؤلاء الكذبة لم يكلفوا أنفسهم عناء توضيح أوقات و تفاصيل الصلاة قبل المعراج فهل لا يحق للمسلم معرفة كيفية و تفاصيل صلاة رسوله في فترة من فترات البعثة على الأقل كجزء من السيرة و التاريخ النبوي فهذا التعتيم و الطمس يعود بالأساس لخوفهم من تطابق صلاة ما قبل المعراج إن صح التعبير مع الصلاة كما فصلت في آيات القران
و من ضمن هذه الصلوات صلاة قيام الليل التي تعتبر من أول ما شرع في القران
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) سورة المزمل
و هي عبارة عن صلاة مفتوحة تؤدى في مجال زمني متغير حسب تغير الفصول و ظروف الأفراد و مشاغلهم
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) سورة المزمل
و قد حث الله عليها في كتابه في العديد من المواضع كصلاة ذات أهمية كبرى في حياة المسلم
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) سورة الفرقان
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) سورة الزمر
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) سورة الذاريات
و قد أشير إليها في سورة الإسراء على أنها نافلة أي زيادة في التقرب إلى الله فمعنى النافلة في القران هو الزيادة في الشيء كما جاء في مثال وهب الخالق يعقوب لإبراهيم كزيادة في الذرية على إسحاق
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء
فصلاة قيام الليل هي عبارة عن زيادة على صلاتي النهار المتمثلتين في صلاة الفجر و صلاة ثانية تمتد من دلوك الشمس إلى غسق الليل
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) سورة الإسراء
و هنا نلاحظ إكتفاء الأيات بذكر ثلاث صلوات فقط رغم أن سورة الإسراء نزلت بعد حادثة المعراج المزعومة بصلواتها الخمسة الوهمية
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) سورة الإسراء
فلا وجود لخمس صلوات لا قبل المعراج و لا من بعده و أساسا لا وجود لشيء إسمه المعراج في القران فقط الإسراء فالقران في جل سوره ذكر ثلاث أوقات لصلاة و بنص لا يدعوا مجالا للشك في سورة هود
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) سورة هود
فالأية واضحة و صريحة حيث حددت وقتين زمنين لصلاة في النهار وصفتهما بطرفيه بالإضافة لصلاة الليل السالفة الذكر
صلاة الطرف الأول تسمى صلاة الفجر و الصلاة الثانية تسمى صلاة العشاء و التي بالمناسبة جائت كتسمية لوقت العشي و ما قبل الغروب و ليس ظلام الليل فتسمية عشاء مشتقة من العشي و قد أشارت مجموعة من الأيات إلى ضرورة تأدية الصلاة المتمثلة في ذكر الله و التسبيح كما سبقت الإشارة في موضوع هل غفل القران عن ذكر تفاصيل الصلاة في وقت العشي
وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) سورة الأنعام
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) سورة الكهف
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) سورة غافر
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) سورة مريم
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41) سورة آل عمران
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) سورة ص
و الذي يقابله وقت الفجر أي الصباح الباكر الذي وصفه القران بالإبكار و كذلك الغدو المرادف للذهاب
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) سورة آل عمران
فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) سورة المدثر
و الملاحظ هنا إقتران وقت الصبح بالغدو أي الذهاب إلى الأشغال و الوظائف
و كلما بحثنا في القران وجدنا التأكيد على نفس الأوقات بالإضافة لصلاة الليل
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) سورة الإنسان
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) سورة الأحزاب
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) سورة الفتح
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) سورة الأعراف
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (15) سورة الرعد
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) سورة النور
و الملاحظ في الأية الأخيرة أن صلاتي طرفي النهار الفجر و العشاء تؤديان في المساجد في أوقات معينة عكس صلاة الليل التي تركها الخالق مفتوحة حسب ظروف المصلي كما سبقت الإشارة
و لعل ذكر صلاتي طرفي النهار بالإسم في سورة النور التي تعد من أواخر ما أنزل من السور حسب سيرة المذاهب و تجاهل نفسها وجود صلاة الظهر و الإكتفاء بذكر وقت الظهيرة لأكبر دليل على تطابق عدد الصلوات في جميع مراحل البعثة و التنزيل و بطلان الصلوات المذهبية المخترعة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) سورة النور
فهناك صلاة الفجر التي تؤدى قبل طلوع الشمس و صلاة العشاء التي تؤدى قبل غروبها بالإضافة لصلاة الليل التي يمكن تأديتها في أي وقت منه
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) سورة طه
و هنا وجب التوقف عند مفهوم أطراف النهار حتى نكون منصفين و لا نغفل عن أي تشريع إلاهي لأن هذه الأية على خلاف كل الأيات القرانية المتعلقة بالصلاة توحي بوجود أكثر من ثلاث صلوات في اليوم و تعطي بصيص من الأمل للمدافعين عن الصلاة الخماسية المذهبية لكن هذا الأمل سيتلاشى بسرعة كون الأية حددت هنا على الأقل خمسة أوقات في النهار لوحده ! فهناك وقتي طرفي النهار قبل طلوع الشمس و قبل الغروب بالإضافة إلى أطراف النهار التي جائت بصيغة الجمع مما يجعلها على الأقل ثلاثة أطراف
طبعا هنا أول سؤال يتبادر إلى الدهن كيف يكون لليوم طرفين و في نفس الوقت ثلاثة أطراف !
لأنه بكل بساطة كلمة طرفي في سورة هود جائت كمثنى لكلمة طَرَف
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) سورة هود
كما جاء في الأية
طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) سورة آل عمران
بينما أطراف جائت كجمع لكلمة طَرْف
بينما أطراف جائت كجمع لكلمة طَرْف
وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) سورة ص
فبغض النظر عن معنى أطراف النهار الحقيقي في القران الذي ضاع كما ضاعت العديد من المفاهيم القرانية بسبب التضليل اللغوي الذي تعرض له هذا الأخير فالأكيد أن الأطراف هي أوقات من النهار خارجة عن نطاق أوقات العمل من المستحب الزيادة خلالها من ذكر الله دون أن تكون ملزمة مثل الأوقات الثلاثة المذكورة و قد وصفت في أية أخرى بأدبار السجود أي أنها تكون بعد السجود أو ما يسميه المذهبيون بالصلوات المكتوبة التي تؤدى في المساجد
فبغض النظر عن معنى أطراف النهار الحقيقي في القران الذي ضاع كما ضاعت العديد من المفاهيم القرانية بسبب التضليل اللغوي الذي تعرض له هذا الأخير فالأكيد أن الأطراف هي أوقات من النهار خارجة عن نطاق أوقات العمل من المستحب الزيادة خلالها من ذكر الله دون أن تكون ملزمة مثل الأوقات الثلاثة المذكورة و قد وصفت في أية أخرى بأدبار السجود أي أنها تكون بعد السجود أو ما يسميه المذهبيون بالصلوات المكتوبة التي تؤدى في المساجد
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) سورة ق
و في الحقيقة لا توجد صلوات مكتوبة و لا أوقات للصلاة فالصلاة تركها الله مفتوحة للعباد مع التأكيد بالخصوص على وقتي الفجر و العشاء بالإضافة لصلاة الليل و هذه الصلوات في حقيقة الأمر صلوات طويلة حيث تؤدى صلاة قيام الليل في فترة طويلة من الليل قد تمتد لساعات حسب القدرة كما سبقت الإشارة و كذلك صلاة العشاء التي أشار القران لوقتها بشكل دقيق
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) سورة الإسراء
للأسف تضليل أصحب المذاهب و تغيرهم للهجة القران و معانيها أفقدنا بعض المصطلحات القرانية كالدلوك و الغسق لكن من الواضح أنها إشارات لبداية و نهاية وقت الصلاة فالغسق سيكون غالبا برد الليل الذي يتزامن مع غروب الشمس المعلن لنهاية وقت الصلاة أما الدلوك فهو و صف لأحدى حالات الشمس قبل الغروب و بالفعل يلاحظ إنخفاظ في حدة أشعة الشمس و بردها قبل حوالي 30-35 دقيقة من الغروب حسب الفصول أما صلاة الفجر فتبدأ مع حلول وقت الفجر الذي حدده القران بشكل دقيق
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة
حيث كان يحدد في القدم بتمييز العين البشرية للفرق بين خيطي الثوب الأبيض و الأسود مع بداية ظهور ضوء الفجر و تمتد هذه الصلاة ما بين 40-50 دقيقة حتى طلوع الشمس حسب الفصول و قد وصف هذا الوقت أيضا بإدبار النجوم أي ذهابها و إختفائها
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) سورة الطور
و للأسف أصحاب المذاهب الذين لم يتركوا شيئا في القران دون أن يتلاعبوا به قاموا بتغير توقيت بداية الفجر إلى حوالي ساعة و نصف قبل طلوع الشمس
للإشارة فقط و حتى لا يكون هناك لبس في الأوقات المذكورة في الأية وجب التوضيح إلى أن مفهوم القيام في الأية لا علاقة بالقيام من النوم بل بالقيام أثناء الصلاة نفسها كما سنلاحظ في الأيات
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) سورة الشعراء
لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) سورة التوبة
و لأن هذه الأوقات لم ترق للبعض و أرادوا فرض صلوات أديانهم و مذاهبهم السابقة فإنهم قاموا يإختراع أحاديث تنهى عن الصلاة خلالها
17597 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَوْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ قَالَ شُعْبَةُ قَالَ قَدْ حَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورٌ وَذَكَرَ ثَلَاثَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ ثُمَّ - ص 235 - قَالَ بَعْدُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ مُرَّةَ أَوْ عَنْ كَعْبٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ قَالَ جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ ثُمَّ قَالَ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَتَكُونَ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ وَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَغَسَلَ يَدَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ وَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ ذِرَاعَيْهِ وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ قَالَ شُعْبَةُ وَلَمْ يَذْكُرْ مَسْحَ الرَّأْسِ وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوَيْنِ مِنْ أَعْضَائِهِمَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهَا كأن الله سينهى و يمنع عباده من الصلاة في وقت ما أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) سورة العلق |
للاسف المسلمين أضاعوا الصلاة الحقيقية وأصبحوا يؤدون صلوات لم ينزل بها الله من سلطان
التالي
« التدوينة السابقة
« التدوينة السابقة
السابق
التدوينة التالية »
التدوينة التالية »