مفهوم الزنا بين واقع الآيات و ظلم البشر

بسم الله الرحمن الرحيم


إرتبط مفهوم الزنا في شريعة المذاهب بالعلاقات الجنسية الخارجة عن إطار الزواج بين الرجل و المرأة و قد تم تقسيمه إلى نوعان زنا المحصن أي الشخص المتزوج الذي يعاقب عليه بالرجم حتى الموت و زنا الغير محصن أي الشخص الغير متزوج و الذي يعاقب عليه بالجلد مائة جلدة و قبل البحث في مصداقية و مشروعية هذه الحدود من خلال ما جاء في النصوص القرانية وجب التأكد أولا من صحة المفهوم الذي عرف به الزنا في تراث المذاهب
أول ما يتم ملاحظته عند تدبر آيات القران عدم حصر العلاقات الجنسية خراج الشرع في مصطلح الزنا بل سنجد الوصف الأدق لهذه العلاقات بالفاحشة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)  سورة النساء
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)  سورة الأحزاب
و قد شمل مصطلح الفاحشة جميع أنواع العلاقات الجنسية المحرمة بما فيها الشذوذ الجنسي بين الرجال 
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)  سورة العنكبوت
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)  سورة الأعراف
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)  سورة النمل
من الوهلة الأولى يبدوا أن مصطلح الفاحشة جاء شاملا لكل أنواع العلاقات الجنسية و أن الزنا جاء كتخصيص للعلاقات الغير شرعية بين الرجل و المرأة كما ذهب أصحاب التراث لكن عند تدبر الآيات تطفوا إلى السطح بعض التساؤلات المحيرة
فمثلا تخبرنا هذه الآية أن عقاب المحصنة من ملك اليمين هو نصف عقاب المحصنة 
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)  سورة النساء
حيث سنجد أنفسنا أمام إشكالين أولهما أن شريعة المذاهب إخترعت لنا حد الرجم الذي لم يأتي ذكره إطلاقا في القران حيث يستحال هنا تطبيق نصف عقوبة الرجم و الموت ! مما يوضح و يفضح في نفس الوقت إفتراء هؤلاء على كتاب الله و بطلان حدهم الوهمي هذا 
أما الإشكال الثاني فلا يقل غرابة عن الإشكال الأول حيث نجد أن عقاب المرأة المتزوجة من ملك اليمين هو فقط خمسين جلدة إذا إعتمدنا على ما جاء في كتاب الله 
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)  سورة النور
و حسب تفسيرهم للزنا كونه شامل للعلاقة الجنسية بين غير المتزوجين فستصبح هنا عقوبة ملك اليمين المتزوجة خمسين جلدة فقط أي أقل من عقوبة  المرأة الغير متزوجة بالنصف فمن جهة يدعوا القران لتخفيف العذاب عن المتزوجة من ملك اليمين بل يدعوا للصبر و العفو عنها و من جهة أخرى يطالب بعدم الرأفة و الرحمة بالغير المتزوجة ! و هذا غير عادل و غير منطقي بالمرة 
ليس هذا فحسب بل سنجد أن عقوبة الشواذ الجنسيين لدى الرجال أهوان و اقل من عقوبة الزنا ! حيث إكتفى القران بإيذاءهم أي توبيخهم لفظيا
وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16)  سورة النساء
حيث إختلف مفسرو المذاهب كعادتهم في هذه الآية فهناك من ذهب إلى أن المخاطبين في الآية هم الرجال مرتكبي الزنا و البعض الأخر أقر بما هو واضح وضوح الشمس أن المخاطبين هنا هما الرجلان اللذان يمارسان الجنس بينهما

تفسير بن كثير
{ واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} أي واللذان يفعلان الفاحشة فآذوهما، قال ابن عباس: أي بالشتم والتعيير والضرب بالنعال، وكان الحكم كذلك حتى نسخه اللّه بالجلد أو الرجم، وقال مجاهد: نزلت في الرجلين إذا فعلا اللواط , وقد روى أهل السنن عن ابن عباس مرفوعاً قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به

تفسير الجلالين
{ وَاًلَّلذّانِ } بتخفيف النون وتشديدها { يأتيانها } أي الفاحشة الزنا أو اللواط { منكم } أي الرجال { فآذوهما } بالسب والضرب بالنعال 
قمة التخبط و التناقض و سوء تقدير درجة الجريمة و العقوبة زنا  لواط نسخ قتل رجم جلد ضرب بالنعال كل هذا يوضح بعد هؤلاء التام عن الحقيقة القرانية و محاولة فرض ما جاء في روايتهم على كتاب الله فالزنا له عقوبته الخاصة في القران و اللواط  كذلك له عقوبته الخاصة كما جاء في الآية السابقة و السحاق بين النساء كذلك و الذي جاء مرتبطا بأية اللواط السالفة الذكر
وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)  سورة النساء
 عقوبته الإمساك الدائم في البيوت أو أن يجعل الله لمرتكباته سبيلا بالتوبة و الزواج لاحقا قد يبدوا هذا الحكم غريبا شيئما لكن يجب مراعاة الظروف والحقبة الزمنية التي نزلت فيها الأية فربما كانت هذه الظاهرة جد ناذرة حينها و كان الغرض من إمساك مقترفاتها في البيوت عدم نشرها في المجتمع أما إذا شاعت و تفشت مثل عصرنا الحالي فالمنطقي أن تعاقب بنفس عقوبة اللواط و كعادتهم لم يعر المفسرون أي إهتمام لترابط الموجود بين أية السحاق و اللواط و إدعوا أن هذه الأية تتعلق بالزنا مع أن هذا الأخير لم يذكر بتاتا في الأية و أنها نسخت بحكم سورة النور أي الجلد أو الرجم الذي تم إفترائه على القران 

تفسير بن كثير
كان الحكم في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة، حبست في بيت فلا تمكن من الخروج منه إلى أن تموت، ولهذا قال: { واللاتي يأتين الفاحشة} يعني الزنا { من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم؛ فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل اللّه لهن سبيلا}فالسبيل الذي جعله اللّه هو الناسخ لذلك، قال ابن عباس رضي اللّه عنه: كان الحكم كذلك حتى أنزل اللّه سورة النور فنسخها بالجلد أو الرجم؛ وهو أمر متفق عليه
و كلما قاموا بالإفتراء على كتاب الله كلما فضحهم هذا الأخير و جعلهم يسقطوا في تناقضات لامتناهية حيث يعود إشكال نصف عذاب ملك اليمين للواجهة و يطرح السؤال ما هو نصف عذاب الإمساك في البيوت !
بل  سنجد مفاجئة أكبر في سورة الطلاق التي نزلت قبل سورة النور حسب سيرتهم المذهبية أي قبل نزول حكمي الجلد و الرجم تؤكد أن مرتكبة الفاحشة تخرج من بيتها و لا تمسك فيه
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)  سورة الطلاق
مما يدل أن هؤلاء قاموا فقط بعملية ترقيع بين أحكامهم المعاصرة و ما جاء في القران الذي لم ينسخ آيات الفاحشة و أعطى لكل واحد منها حكمه الخاص و الأوحد حيث لا يوجد في الزنا سوى الجلد و الذي هو في حقيقة الأمر وصف لخيانة الزوجية و ليس للعلاقة الجنسية في حد ذاتها فهل يعقل أن تعاقب الغير متزوجة أكثر من ملك اليمين المتزوجة و تعاقب أكثر من الشواذ الجنسيين فلا وجود لأي حد أو عقوبة على ممارسي الجنس قبل الزواج و حسابهم على ربهم 
فالزنا جاء ذكره مقترنا بأكبر الذنوب كالشرك و قتل النفس
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)  سورة الفرقان
و إعتبر الإمتناع عنه من أهم شروط الإيمان
 الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)   سورة النور
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)  سورة الممتحنة
فكيف يعقل أن نجد كل هذا التحذير و الذم لمرتكب الزنا و لا نجد نسف الوعيد بالنسبة لمرتكبي الشذوذ الجنسي لأن الزنا يعتبر خيانة لعهد و ميثاق النكاح و تعدي على حدود الله و فيه كذلك تعدي على الطرف الأخر و يدخل في إطار المظالم بين الناس لذلك وجب إقامة العقوبة لرد الحقوق لأصحابها و لذلك نجد النهي عنه مصنف مع وصايا المعاملات بين البشر
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)  سورة الإسراء
و لا يزال الناس يدفعون إلى يومنا هذا سوء تدبر السلف للأيات الله و تلاعبهم بها 






معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الاثنين، 18 مايو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia