هل المسيحية هي النصرانية

بسم الله الرحمن الرحيم


حدد الله تعالى في كتابه الطوائف الدينية المسلمة في أربعة طوائف 
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)  سورة البقرة
الذين أمنوا برسالة محمد و الذين هادوا مع موسى و هارون و إتبعوا شريعة التوراة و النصارى الذين نصروا عيسى بن مريم و أمنوا بما جاء به من إنجيل بالإضافة للصابين الذين لم يذكر القران تفاصيل شريعتهم طبعا هذه الآية تتحدث عن صور هذه الشرائع الخالصة لله و ليس المظاهر الشركية و الكفرية المنتسبية إليها و من بين هذه الظواهر ظهور طوائف منتسبة إليها بشرائع مخالفة لما جاء في كتبها الأصلية بتسميات جديدة سنة شيعة يهود سامريين ألخ و بطبيعة الحال المسيحيون حيث يعتقد الأغلبية أن المسيحية هي النصرانية و هذا خطأ كبير فالمسيحية ملة منشقة من النصرانية الأم ملة أتباع عيسى بن مريم الحقيقيين
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)  سورة آل عمران 
و لو دققنا في جميع الآيات لن نجد ما يشير إلى أن رسالة عيسى بن مريم كانت موجهة لجميع البشر بل كل المؤشرات تؤكد أنها كانت مقتصرة على بني إسرائيل فبعد وراثة بني إسرائيل للكتاب في عصر موسى ظل هذا الأخير حكرا عليهم حتى بعثة محمد رسول البشرية جمعاء
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54)  سورة غافر
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18)  سورة الجاثية
و قد إختلف بنو إسرائيل في الكتاب بعد أن جائتهم الرسل 
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)  سورة النمل
و من أبرز هذه الإختلافات الإختلاف حول رسالة عيسى بن مريم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)  سورة الصف
فأصبح يطلق على الإسرائيليين الذين نصروا عيسى بالنصارى أي ناصري عيسى بن مريم مما يوحي أن رسالته كانت موجهة لبني إسرائيل لا غير و هذا ما ستؤكده العديد من الآيات
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)  سورة الصف
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)  سورة آل عمران
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)  سورة الزخرف
 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)  سورة المائدة
فقد كان رسولا و مثلا لبني إسرائيل فقط فكيف تحول بقدرة قادر إلى رسول عالمي ينشر رسالته بين جميع الأمم
أسست هذه الديانة الكاذبة على يد شخص يهودي يدعى شاوول الطرسوسي قبل أن يشتهر بتسمية بولس الرسول بعد إدعائه أنه رسول من الله و من تتبع سيرته يتضح بوضوح أنه بالفعل مؤسس الديانة المسيحية بكل مذاهبها الحالية و التي يعتنقها الملايين 
شاول الطرسوسي
هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول وينظر إليه البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد يسوع نفسه. يعرف من قبل المسيحيين برسول الأمم حيث يعتبرونه من أبرز من بشر بهذه الديانة في آسيا الصغرى وأوروبا
في طريقه إلى دمشق وبحسب رواية العهد الجديدحصلت رؤيا لشاول كانت سبباً في تغير حياته، حيث أعلن الله له عن ابنه بحسب ما قاله هو في رسالته إلى الغلاطيين ، وبشكل أكثر تحديداً فقد قال بولس بأنه رأى (الرب يسوع)
هيمنت شخصية بولس الطرسوسي على العصر الرسولي للمسيحية كما أن رسائله خلفت أثراً عظيماً على هذه الديانة، فقد تضمنت أولى كتابات اللاهوت المسيحي، وكانت كتاباته تلك ذات طابع روحاني أكثر من أن تكون تحليلات ذات صفة منهجية. و أصبح لاهوت بولس منبعاً للعقائد المسيحية أعطى له اللاهوتيون المسيحيون تفسيرات عديدة، فقد اعتمدت عليه الكنيسة منذ العصور الأولى وإليه استندت الفرق المسيحية المختلفة لاحقاً
و كما يقول المثل الكذب بلا أرجل فعيسى بن مريم حسب إنجيلهم قال بالحرف أنه بعث فقط لبني إسرائيل

انجيل متى
اصحاح 15

21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيداء. 22 واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه: «ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا». 23 فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين: «اصرفها لانها تصيح وراءنا!» 24 فاجاب: «لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة».25 فاتت وسجدت له قائلة: «يا سيد اعني!» 26 فاجاب: «ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». 27 فقالت: «نعم يا سيد. والكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها». 28 حينئذ قال يسوع لها: «يا امراة عظيم ايمانك! ليكن لك كما تريدين». فشفيت ابنتها من تلك الساعة.
طبعا حاشا لله ان تصدر مثل هذه الكلمات العنصرية من فم المسيح بل صدرت من النساخ الإسرائيليين الذي أعادوا صياغة القصة بهذه الطريقة المقززة لكن هذا لا يمنع من وجود إعتراف من إنجيلهم بأن عيسى لم يرسل سوى لبني إسرائيل تماما مثل ما جاء في القران
و قال أيضا أنه جاء ليتم شرائع من قبله لا أن يلغيها 

انجيل متى
اصحاح 5

17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل18 فاني الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات. واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات.
بينما قام بولس برمي شريعة الأنبياء بما فيها شريعة عيسى نفسه عرض الحائط و إتباع شرائع و عادات الوثنين لذلك نجد المسيحية تبيح كل شيء من إتيان المرأة الحائض و أكل الخنزير وصولا إلى عدم إحترام طريقة الذبح التي أوصى بها الله في جميع الرسائل السماوية
و من كوارث و أخطاء التفاسير السنية التي لا تغتفر إعترافهم برسالة بولس الكذاب و الدليل القاطع على الدس المسيحي في كتب التراث

تفسير بن كثير
قول تعالى واضرب يا محمد لقومك الذين كذبوك { مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} . قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب الأحبار: إنها مدينة أنطاكية، وكان بها ملك يقال له "أنطيقس" كان يعبد الأصنام، فبعث اللّه تعالى إليه ثلاثة من الرسل وهم صادق وصدوق وشلوم فكذبهم. وقوله تعالى: { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما} أي بادروهما بالتكذيب، { فعززنا بثالث} أي قويناهما وشددنا أزرهما برسول ثالث قال ابن جريج: كان اسم الرسولين شمعون ويوحنا واسم الثالث بولس والقرية أنطاكية، وقال ابن كثير: وزعم قتادة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية ،
فالمسيحية ليست بالنصارنية بل مجرد ملة منحرفة منبثقة منها مثل ما إنبثقت اليهودية من شريعة الذين هادوا و إنبثق كل من المذهبين السني والشيعي من شريعة الذين أمنوا بالقران و لعل أبرز دليل قراني على ذلك الأية التالية
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)  سورة المائدة 
فلو كانت المسيحية التي في حقيقة الأمر عبارة عن بولسية متواجدة في عصر الرسول سواء زمانيا أو مكانيا لقامت الآية بإستتنائها و تحريم طعامها لأن طعام المسيحيين البولسيين محرم على المسلمين و حتى نسائهم لأن المسيحية دين شريكي بإمتياز و حرم الله تزوج المشركات
وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)  سورة البقرة
للأسف عدم تفريق رجال الدين المذهبيين بين النصرانية و المسيحية جعلهم يبيحون الزواج من المشركين  
فنفس القصة تتكرمن عزير و بولس وصلا إلى أئمة السنة و الشيعة ألهة و رسل و أئمة كذبة يعيدون صياغة الأديان للتطابق مع أهواء البشر





معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الجمعة، 8 مايو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia