النبي يعقوب ليس إسرائيل

بسم الله الرحمن الرحيم


من أكثر الأكاذيب التي تم الترويج في سيرة الأديان و المذاهب إدعاء أن  النبي يعقوب عليه السلام هو إسرائيل الذي خصت مختلف الكتب السماوية ذريته مكانة بالغة الأهمية في  سيرة و تاريخ الأنبياء على الأقل منذ عصر موسى و أخيه هارون و بما أن جل الروايات الدينية الحالية أصلها إسرائيلي من يهودية و سامرية وحتى مسيحية فإننا لا نتوفر على دليل من نصوص ما قبل عصر موسى لتؤكد لنا صحة أو خطأ هذا الطرح فلم يعد أمامنا خيار سوى تقبل هذه الحقيقية التي نسجتها الروايات الإسرائيلية أو عرضها على نصوص القران الذي جاء لتصحيح جميع الأكاذيب التي دسها محرفو الكتب السماوية السابقة و إظهار مختلف الحقائق التي حاولوا إخفائها
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)  سورة المائدة
 إعتمد أصحاب المذاهب كعادتهم على موروث أسلافهم من أهل الكتاب بدون تفكير و لا بحث و لا نقذ للنصوص و يا ليت الناس تعلم فقط ما جاء في هذه النصوص من خرافات و تعدي صارخ على الذات الإلهية فعندما نعود للنص التوراتي الذي نسجت من خلاله قصة أمر الله نبيه يعقوب بتغير إسمه إلى إسرائيل نتفاجأ من هول الصدمة

سفر التكوين
اصحاح 32

22 ثم قام في تلك الليلة واخذ امراتيه وجاريتيه واولاده الاحد عشر وعبر مخاضة يبوق. 23 اخذهم واجازهم الوادي واجاز ما كان له. 24 فبقي يعقوب وحده.وصارعه انسان حتى طلوع الفجر. 25 ولما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه.فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه. 26 وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني. 27 فقال له ما اسمك.فقال يعقوب. 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل.لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت. 29 وسال يعقوب وقال اخبرني باسمك.فقال لماذا تسال عن اسمي.وباركه هناك 30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل.قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي.
يا للكارثة يعقوب يصارع الله الذي يسجد له من في السماوات و الأرض طوعا و كرها ثم يعجز الله علن الإنتصار عليه فيقوم بالغش لتخلص من قبضة يعقوب و مع ذلك لا يفلح و لم يترك هذا الأخير الله يذهب لقضاء أشغاله الكونية حتى باركه و غير إسمه من يعقوب إلى إسرائيل ! و ليت الأمر يتوقف عند ذلك فالله أصبح عندهم إله ضعيف الذاكرة يكرر نفس الكلام في أكثر من مناسبة حيث عاد و أمر يعقوب بتغيير إسمه إلى إسرائيل في موفق و مكان أخر كأنه لم يأمره في المرة الأولى !

سفر التكوين
اصحاح 35

6 فاتى يعقوب الى لوز التي في ارض كنعان وهي بيت ايل.هو وجميع القوم الذين معه. 7 وبنى هناك مذبحا ودعا المكان ايل بيت ايل.لانه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه اخيه. 8 وماتت دبورة مرضعة رفقة ودفنت تحت بيت ايل تحت البلوطة.فدعا اسمها الون باكوت 9 وظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدان ارام وباركه. 10 وقال له الله اسمك يعقوب.لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل.فدعا اسمه اسرائيل.
قصص خرافية  و متناقضة فيما بينها تسيء للخالق قبل أن تسيء للعباد بينما القران يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن يعقوب ظل إسمه كذلك حتى لحظة وفاته 
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)  سورة البقرة
ففكرة تغير إسم يعقوب لإسرائيل مجرد أكذوبة إسرائيلية و من أجل تأكيدها قاموا بدس نصوص أخرى  كمحاولتهم إيهام الناس بطول المدة الزمنية بين كل من يعقوب و موسى

سفر الخروج
اصحاح 1

6 ومات يوسف وكل اخوته وجميع ذلك الجيل. 7 واما بنو اسرائيل فاثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا وامتلات الارض منهم 8 ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف. 9 فقال لشعبه هوذا بنو اسرائيل شعب اكثر واعظم منا.
فهم كانوا مجبرين على ذلك لإثبات أن يعقوب هو إسرائيل و تبرير تحول عائلة مهاجرة إلى أمة كبيرة يخشاها فرعون و قومه حيث قاموا بتقدير المدة الزمنية بين كل من يوسف و موسى بحوالي أربعمائة عام لدرجة إدعائهم أن ملك مصر لم يكن على علم بنبي الله يوسف
لكن مرة أخرى ستقوم النصوص القرانية  بفضح هذه الكذبة و التأكيد على أن آل فرعون كانوا على علم تام بيوسف و رسالته التي ظلت تورقهم و تثير الشك في قلوبهم حتى مجيئ النبي موسى 
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34)  سورة غافر
بل حتى  توراتهم المحرفة تشهد على ذلك في نصوص أخرى و تؤكد قصر المدة الزمنية بين يعقوب و موسى حين ذكرت أن أم موسى هي حفيدة النبي يعقوب 

سفر الخروج
اصحاح 2

وذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي. 2 فحبلت المراة وولدت ابنا.ولما راته انه حسن خباته ثلاثة اشهر. 3 ولما لم يمكنها ان تخبئه بعد اخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر. 4 ووقفت اخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به
لاوي هو أحد ابناء يعقوب حسب التراث اليهودي و بغض النظر عن صحة أو خطأ ما جاء هنا فهو يناقض ما ذكرته النصوص السابقة حيث تم حصر المدة الزمنية بين يعقوب و موسى إلى ثلاث أجيال فقط مما يؤكد ما جاء في القران
ليس هذا فحسب بل نجد نصا أخرا يخبرنا أن بني إسرائيل قد ورثوا الكتاب من آل يعقوب في عهد موسى

سفر التثنية
اصحاح 1

 1 وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته 2 فقال.جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبل فاران واتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم. 3 فاحب الشعب.جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من اقوالك. 4 بناموس اوصانا موسى ميراثا لجماعة يعقوب
و هذه المعلومة نجدها بالحرف في القران 
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)  سورة غافر
فبني إسرائيل  ليسوا أبناء يعقوب  بل ورثوا الكتاب في عهد موسى و هارون منهم
لكن إذا لم يكن بني إسرائيل هم أبناء يعقوب فمن يكونون يا ترى و ماذا كان يفعلون في مصر في نفس الحقبة التي عاش فيها أبناء يعقوب ! و لماذا لا نجد لهم لا حس و لا أثر في قصة يوسف ! 
للأسف تنمعنا أفكار التراث المذهبي المسبقة من الإنتباه و تدبر أبسط الأشياء كهوية ملوك مصر في عهد النبي يوسف 
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)  سورة يوسف
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)  سورة يوسف
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)  سورة يوسف
إمرأة العزيز تؤمن بالله نسوة المدينة يؤمن بالملائكة يوسف يأخد أخاه في دين الملك فهل يعقل أن يتبعان دين وثني شركي و هل يعقل أن يجعل ملك مشرك  نبي من أنبياء الله يحارب عقيدته على خزائن الأرض ! فكل هذه الأشياء توحي أن بني إسرائيل هم ملوك مصر قبل فرعون و أن هذا الأخير إستعبادهم بعد الإطاحة بهم من الملك 
و إذا لم يكن إسرائيل هو يعقوب فمن يكون يا ترى ! 
ذكر القران إسرائيل بشكل مبهم لكنه في المقابل أعطانا إشارات على هويته و حقبته 
أخبرنا القران أن موسى ينتمي لذرية نوح مثله مثل جل أنبياء بني إسرائيل كأخيه هارون و داوود وسليمان
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)  سورة الأنعام
 مما يؤكد أن سلالة إسرائيل تنحذر من ذرية نوح أو بالأحرى إختلطت بذرية نوح لأننا سنجد في أية أخرى أن موسى ينحذر في نفس الوقت من سلالة شخص ركب مع نوح في السفينة
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)  سورة الإسراء 
مما يعني أن ذرية نوح إختلطت بعد الطوفان مع ذرية الشخص المذكور الذي يعتقد العديد ممن ينكرون حقيقة أن يعقوب هو إسرائيل أنه هو إسرائيل نفسه لكننا سرعان ما سنكتشف عكس ذلك في أية أخرى جاء من خلالها ذكر إسرائيل منفصلا عن الشخص الذي ركب مع نوح في السفينة
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)  سورة الأنعام
و في حقيقة الأمر هذه الأية توحي بوجود سلالتين متوازيتين من الأنبياء إختلطت مرتين
سلالة أدم المتمثلة على التوالي في كل من أدم و نوح و إبراهيم و عمران
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)  سورة آل عمران
و سلالة إسرائيل و الشخص الذي ركب مع نوح في السفينة حيث إختلطت سلالة أدم المتمثلة في ذرية نوح المرة الأولى بعد الطوفان  مع ذرية الشخص الذي ركب في السفينة ثم المرة الثانية عن طريق إبراهيم و ذريته و في غالب الظن عن طريق ذريتي يعقوب و عمران مع نفس الذرية المتمثلة في بني إسرائيل 
لكن يبقى السؤال من الأقدم إسرائيل أم الشخص الذي ركب في السفينة لأن المنطقي أن تنسب الذرية لشخص الأكثر قدما فالقران ينسب هذه الذرية لإسرائيل في إشارة واضحة أنه الأكثر قدما تماما مثل ما نسبت ذريات نوح و إبراهيم و غيرهم لبني أدم
و سنجد إشارة في سورة المائدة توحي أن بني إسرائيل كانوا متواجدين منذ عصر أدم
 وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)  سورة المائدة
 فعلى إفتراض أن بني إسرائيل ظهروا بعد حقبة أبناء أدم لماذا تم ربط الحكم الذي كتب عليهم بسبب جريمة قتل إبن أدم لأخيه ألم تكن هناك جرائم مماثلة بعد هذه الحادثة ! فمن الواضح أن بني إسرائيل لهم علاقة مباشرة بتلك الجريمة و كانوا متواجدين حينها حتى أن الحكم الذي أنزل عليهم في التوراة
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)  سورة المائدة 
الذي ينص على إفتداء النفس بنفس مماثلة يخالف النص السابق الذي يعلن أن من قتل نفس واحدة كأنما قتل الناس أجمعين فعلى ما يبدوا أن هذا الحكم كان حكما مؤقتا في عصر أبناء أدم الأوائل الذين كانوا معدودين على رؤوس الأصابع مخافة القضاء على على سلالة أدم المختارة التي وصفتها الأية بالناس
و هنا نجد أنفسنا أمام ثلاثة إحتمالات 
الإحتمال الأول أن بني إسرائيل ليسوا من بني أدم و يمكن هنا الإستدلال بهذه الأية 
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)  سورة الإسراء
حيث توحي بوجود أمم أكثر تفضيلا من بني أدم حيث ذكرت الأية تفضيلهم على كثير من الخلق و ليس كل الخلق خصوصا أننا نجد في القران عدة أيات تخبر بتفضيل بني إسرائيل على العالمين
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)  سورة الدخان
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16)  سورة الجاثية
لكن هذا لا يبين سبب ربط بني إسرائيل بجريمة قتل إبن أدم لأخيه مما يحيلنا إلى الإحتمال الثاني أن إبن أدم القاتل أنجبه هذا الأخير من إمرأة تنتمي لذرية إسرائيل فإستمر نسل إسرائيل معه و بالتالي كان الحكم موجها لأبنائه الذين حملوا نسل إسرائيل 
أو أن إبن أدم القاتل هو نفسه إسرائيل و أنجبه أدم مع إمرأة تنتمي لسلالة مختلفة عن سلالة أدم و زوجته التي دخلت معه الجنة و ذريتهما لذلك نجد القران يفصل ذرية إسرائيل عن باقي ذرية أدم فحسب بعض الروايات و الأساطير اليهودية فإن أدم تزوج من إمرأة تدعي ليليت قبل إمرأته التي إشتهرت في سيرة الأديان بإسم حواء و في بعض الأحيان قد نجد في الأساطير جزء من الحقيقية و هذا الإحتمال يبقى الأقرب للواقع خصوصا عندما نعود للأية
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94)  سورة آل عمران
فهذه الأية توضح أولا أن إسرائيل ليس نبيا لأن الأنبياء لا يحرمون من تلقاء أنفسهم و حتى لو فعلوا فإن الله يمنعهم و ينبههم كما حدث مع النبي محمد
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)  سورة التحريم
ثانيا و بالرجوع إلى الرويات اليهودية و المسيحية فإن سبب عدم تقبل قربان إبن أدم القاتل كان بسبب عصيانه لأمر الله الذي أمر إبني آدم بتقديم الذبائح كقربان حيث كان قد حرم على نفسه ذبح و قتل الحيوانات و إكتفى بتقديم ثمار الأرض فهل يكون هذا هو الطعام الذي حرمه إسرائيل على نفسه
و تبقى هذه كلها إحتمالات الشيء الأكيد أن شخصية إسرائيل تبقى غامضة في القران إلى أن يأذن الله تعالى ببيانها لكنها ليست في أي حال من الأحوال شخصية النبي يعقوب

معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الخميس، 4 يونيو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia