هل بالفعل إسماعيل هو ولد إبراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم


العرب أبناء عمومة اليهود فكرة نسجها تراث المذاهب أو بالأحرى إقتبسها كعادته من التراث اليهودي المغلوط حيث تدعي أن اليهود هم أبناء يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم من زوجته الشرعية سارة بينما يدعون أن العرب بما فيهم الرسول محمد هم أبناء إسماعيل إبن إبراهيم مع جارية سارة و بالتالي بدون شعور يعلنون خضوعهم لليهود كما جاء في نصوص توارتهم المحرفة بالحرف

سفر التكوين
اصحاح 16

1 واما ساراي امراة ابرام فلم تلد له.وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر. 2 فقالت ساراي لابرام هوذا الرب قد امسكني عن الولادة.ادخل على جاريتي.لعلي ارزق منها بنين.فسمع ابرام لقول ساراي. 3 فاخذت ساراي امراة ابرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لاقامة ابرام في ارض كنعان واعطتها لابرام رجلها زوجة له. 4 فدخل على هاجر فحبلت.ولما رات انها حبلت صغرت مولاتها في عينيها. 5 فقالت ساراي لابرام ظلمي عليك.انا دفعت جاريتي الى حضنك.فلما رات انها حبلت صغرت في عينيها.يقضي الرب بيني وبينك. 6 فقال ابرام لساراي هوذا جاريتك في يدك.افعلي بها ما يحسن في عينيك.فاذلتها ساراي.فهربت من وجهها 7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية.على العين التي في طريق شور. 8 وقال يا هاجر جارية ساراي من اين اتيت والى اين تذهبين.فقالت انا هاربة من وجه مولاتي ساراي. 9 فقال لها ملاك الرب ارجعي الى مولاتك واخضعي تحت يديها.
لكن إذا علمنا أن سارة التي بالمناسبة لم يكن هذا هو إسمها الحقيقي بل مجرد لقب لقبت به بسبب ردة فعلها بعد البشرى بإسحاق
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)  سورة الذريات
حيث أقبلت في صرة أي في سرور فلقبت بسارة أي المسرورة  و إذا علمنا أن هذه الأخيرة ليست أم بني إسرائيل كون إبنها يعقوب ليس هو إسرائيل كما سبقت الإشارة في موضوع النبي يعقوب ليس إسرائيل فإن هذه القصة تسقط كليا و ما يزيد في سقوطها هو تعارضها مع القصص القراني الذي لم يكتفي بتجاهل وجود شخصية هجر المصرية و هجرة إبراهيم إلى مصر فحسب بل ينفي أن يكون إسماعيل ولدا إبراهيم 
و لعل أبرز دليل يعتمد عليه أصحاب المذاهب في محاولتهم إثبات أن إبراهيم هو والد إسماعيل هو دعاء لإبراهيم في الآية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)  سورة إبراهيم
لكن ما غاب عنهم أو بالأحرى قاموا بتجاهله هو أن معنى الوهب في لغة القران لا ينحصر على الإنجاب بل يشمل جميع أنواع العطاء سواء تعلق الأمر بنبي مساعد كما كان الشأن بالنسبة لموسى مع أخيه هارون
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)  سورة مريم
أو بالنسبة  للأهل و الأقارب حتى الذين لا تربطهم بالشخص المقصود بالهبة أي قرابة دم كما كان الحال بالنبسة للنبي أيوب 
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)  سورة ص
فبإختصار الوهب ينطبق على أي شخص ذو فائدة بالنسبة للشخص الموهب له و بالتالي وهب إسماعيل لإبراهيم على الكبر قد لا تكون له أي علاقة بالإنجاب و إنما كنبي مساعد بالإضافة إلى إسحاق أو إبن بالتبني
الشيء الأكيد أن القران لم يذكر إنجاب إبراهيم سوى لولدين إسحاق بالإضافة ليعقوب
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)  سورة هود
نعم فإسحاق شقيق يعقوب و ليس والده فالأية واضحة فبعد ضحك إمرأة إبراهيم و تعجبها من البشرى الأولى التي بشر بها الملائكة إبراهيم أخبروها أنها لن تلد إسحاق فحسب بل  من ورائه أي من بعده يعقوب فكيف تبشرها بإبن ستلده إمرأة أخرى و ما الفائدة من ذكر إنجاب إسحاق لحفيد لها فهذا أمر متوقع و طبيعي فبشارة الملائكة بيعقوب جائت كردة فعل على تعجبها من ولادة الولد الأول بإخبارها أنها ستلد ولدا ثاني
ثم جاء تساؤلها أألد و أنا عجوز و بعلي شيخ ليؤكد ذلك و يؤكد كذلك أن إبراهيم لم يسبق له أن أنجب على الكبر أي ولد قبل هذه البشارة مما ينفي إنجابه لإسماعيل 
و سنجد أمامنا عدة أيات تذكر أن الله تعالى  لم يهب لإبراهيم بعد الهجرة  التي كان أثنائها شابا صغيرا إلى ان بلغ الكبر سوى إسحاق و يعقوب كأولاد
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)  سورة العنكبوت
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85)  سورة الأنبياء
و الغريب أن الآية تذكر أن يعقوب كان نافلة أي زيادة في الهبة و العطاء من بعد إسحاق مثل ما تكون تكون صلاة النافلة زيادة في التقرب مما يؤكد أنه الولد الثاني لإبراهيم
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)  سورة الإسراء
سيقول البعض أن النافلة في الآية تعود على كل من إسحاق و يعقوب لكننا سنتفاجئ بذكر إسماعيل منفصلا عنهم عدة أيات بعد ذلك مع أنبياء أخرين و سنلاحظ أن هذا الأمر تكرر في عدة مواضع أخرى
 قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)  سورة مريم
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)  سورة الأنعام
و الأغرب من ذلك أن الآية الأخيرة تجاهلت إسماعيل كإبن لإبراهيم و صنفته مع ذرية نوح بالإضافة لأنبياء أخرين و الملاحظ أيضا أن ذكر إسماعيل جاء مقترنا في أكثر من مرة مع كل من إدريس و إليسع و ذا الكفل مما يوحي بوجود قرابة بينهم
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48)  سورة ص
فجل الأيات توحي بأن إسماعيل ليس ولد إبراهيم و هذه الحقيقة نجدها في التوراة نفسها 

سفر التكوين
اصحاح 22

1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم. فقال هانذا. 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك.
حيث ذهب أصحاب المذاهب الذين يحاولن إثبات أن الذبيح هو إسماعيل إلى أن اليهود حرفوا هذه الآية و بدلوا إسم إسماعيل بإسحاق مادامت هذه الأخيرة تتحدث عن عن الولد البكر الوحيد مما يلغي وجود ولد ثاني حينها و بالتالي وجود إسحاق لكن في حقيقة الأمر هذه الآية غير محرفة و تنقل لنا بالحرف الحقيقية التي سعوا لإخفائها في أيات أخرى كون إسحاق هو وحيد إبراهيم حينها لأن إسماعيل لا ينتمي لنسله و بالتالي هو الذبيح و ليس إسماعيل كما حاول تراث المذاهب إقناعنا بإدعاء أن الأيات التالية تتحدث عن البشرى بولدين مختلفين
 قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)  سورة الصافات
لكنها في الحقيقة تتحدث عن نفس الولد الذي بشر إبراهيم بولادته بعد الهجرة من قومه كما سبقت الإشارة في الأيات السابقة ثم بشر لاحقا بعد نجاته من الذبح بنبوئته فالآيات لا تتحدث سوى عن إبراهيم و إسحاق و تبارك إبراهيم و إسحاق لا غير
سيقول البعض لماذا إذا نجد بعض الأيات توحي بإنتماء إسماعيل لعائلة إبراهيم 
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)  سورة البقرة
لأن معنى الأبوة في القران لا تنحصر في الوالد أو الأقارب بل تنطبق على كل شخص ساهم في تربية الشخص المخاطب سواء تعلق الأمر بشخص متبني أو بالوالد أو الجد أو العم أو الخال أو حتى الأخ الأكبر فإسماعيل كان ممن ساهموا في تربية يعقوب مثلما إعتبر أزر أبا لإبراهيم رغم أنه ليس من صلبه 
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)  سورة الأنعام
لكن في حقيقة الأمر أزر لم يكن أبا لإبراهيم فقد تبرأ منه هذا الأخير بعد الهجرة 
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)  سورة التوبة
لكن سنوات طويلة بعد ذلك سنجد إبراهيم يستغفر لوالده الحقيقي الذي لم يذكر في القران 
 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)  سورة إبراهيم
و قد تفطن أصحاب المذاهب إلى هذه النقطة فإدعوا بدون أدنى دليل أن ازر كان عم إبراهيم فقط ليثبتوا أن العم يدخل في نطاق الآباء و أن إسماعيل هو عم يعقوب وهنا يطرح التساؤل ما الفرق بين العم و عم الأب و لماذا لا يصنف هذا الأخير من ضمن الآباء مادامت تربطه قرابة الدم مع الشخص المخاطب كما كان الحال بالنسبة ليوسف
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)  سورة يوسف
فعدم ذكر إسماعيل مع أباء يوسف يؤكد أنه لم يساهم في تربيته و أنه لا تربطه به أية قرابة دم عكس جده إبراهيم و عمه إسحاق الذي ساهم في تربيته فكل الدلائل تشير إلى أن إسماعيل لا تربطه أي صلة قرابة مع إبراهيم رغم أن البعض يحاول إيهامنا بالعكس من خلال ما جاء في الآية 
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)  سورة البقرة
على أنها تتحدث عن نفس الذرية لكن بالرجوع إلى القران يتبين بوضوح أن الذرية دائما تأتي في هذا الأخير بصيغة المفرد سواء تعلق الأمر بنفس الذرية و ذريات أشخاص مختلفين
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)  سورة الطور
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)  سورة الرعد
فلا يوجد في القران ما يوحي أن إسماعيل كان ولدا إبراهيم بل العكس
معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : السبت، 6 يونيو 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia