حقيقة طاعة الرسول
ككل مذهب ديني يدعي أتباع مذهب السنة و الجماعة أن مذهبهم عبارة عن إمتداد لرسالة خاتم النبيين محمد عليه السلام و أن كل ما جاء في مذهبهم هو جزء لا يتجزأ من هذه الرسالة و بطبيعة الحال على كل مدعي البينة و لإنعدام هذا الدليل و هذه البينة في كتاب الله و في جميع الكتب السماوية من قبله فإن أصحاب المذاهب يضطرون لدخول في المحضور والتحريف و التلاعب بكلام الله لإثبات ما ليس له وجود و هذا ما يعاني منه بشدة أتباع مذهب السنة و الجماعة فهل صعب على رب السماوات و الأرض أن يذكر بالحرف في كتابه وجود سنة لرسول و يأمر المؤمنين بإتباعها عوض ذلك نجد كتاب مؤلف من أكثر من ستة ألاف أية و لا واحدة منها تشير إلى السنة المزعومة لا من بعيد و لا من قريب آيات تأمر المسلمين في عشرات المواضع بالصلاة و الزكاة و الإحسان و البر بالوالدين و عدم التكبر و رد التحية ألخ و لا نجد إشارة واحدة و لو صغيرة بخصوص الوحي التشريعي الثاني المزعوم غريب أليس كذلك
أول تحدي وجد أتباع مذهب السنة و الجماعة أنفسهم أمامه هو إثبات وجود سنتهم في القران و هذا ما إضطرهم بطبيعة الحال لتحريف معاني القران و التلاعب به كما فعل أسلافهم من المشركين الكتابيين
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) سورة النساء
فحاولوا تغير معاني الأيات و إستخراج أي شيء يوحي بوجود تشريع خاص بالرسول و لعل أبرز مثال حاولوا من خلاله إثبات حجية سنتهم الأيات التي تأمر بطاعة الرسول و هذا إدعاء كاذب بطبيعة الحال و يفتقر لدليل فطاعة الرسول شاملة و تقبل أكثر من إحتمال و لعل أبرز مثال يوضح مفهوم الرسول و طاعته هو قصة موسى مع فرعون فموسى كان مجرد رسول يحمل رسالة ربه إلى فرعون و التي بالمناسبة لم تشمل أي كتاب سماوي و لا تشريعات فقط أمر بتحرير بني إسرائيل من العبودية
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) سورة طه
و ما كان على موسى سوى تنفيد الأمر و نقل أوامر الرحمان إلى فرعون
وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) سورة الأعراف
فكانت النتيجة عصيان فرعون لهذا الأمر و بالتالي عصيان الرسول و في نفس الوقت عصيان الله المرسل و أكرر هذا الأمر لا علاقة له بأتباع لا تشريع و لا كتاب
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) سورة المزمل
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) سورة النازعات
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) سورة النازعات
فطاعة الرسول هي طاعة الرسالة التي أرسله الله بها حتى أن الأية شبهت رسالة موسى برسالة محمد و ليس إدعاء أن لرسول تشريعات خاصة به منفصلة عن رسالة الله التي تبقى في المقام الأول القران فهم عندما يفصلون طاعة الرسول عن طاعة الله ليستخرجوا كذبتهم من القران فأنهم يكذبون صريح هذه الأية
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) سورة النساء
كيف لا و الآيتين المواليتين تفضحاهم و تؤكدان أن أقوال الرسول التي يرفض المنافقون من قومه طاعتها و يبيتون غيرها هي نفسها أقوال القران التي يدعوهم الله إلى تدبرها
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء
لأنهم لو إعترفوا أن طاعة الرسول هي نفسها طاعة الله فسيجدون أنفسهم مجبرين على الإعتراف بأن إتباع القران من طاعة الله و الرسول معا و بالتالي يسقط دليلهم المزعوم الذي يحاولون من خلاله حصر طاعة الرسول في السنة و رغم أن هذه الدلائل كافية لفضح إدعائهم هذا فلا بأس من توضيح الأمر أكثر و أن طاعة الرسول بالفعل هي تنفيد ما جاء به من آيات بينات في كتاب ربه
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) سورة النساء
ففي الأية 13 تمت الإشارة إلى حدود الميراث المذكورة في الأيتين 11 و 12 بعبارة تلك حدود الله أي شرائع الله و أخبرت أنه من يطع الله ورسوله في نفس الحدود و الشرائع فسيدخله الجنة و من يعصي الله و رسوله و يتعد نفس الحدود فمصيره النار أليس هذا نص قراني صريح يؤكد أن طاعة الرسول هي طاعة ما جاء في القران من شرائع و ينفي حصر طاعة الرسول في الباطل و أكاذيب الأحاديث
و الرسالة الأخرى الموجهة في هذه الأيات للمشركين الذي ينسبون للرسول سنة تشريعية خاصة به أن الأيات حصرت الحدود و الشرائع في الله وحده عكس الطاعة التي شملت الإله المشرع المرسل و الرسول حامل الرسالة
و الرسالة الأخرى الموجهة في هذه الأيات للمشركين الذي ينسبون للرسول سنة تشريعية خاصة به أن الأيات حصرت الحدود و الشرائع في الله وحده عكس الطاعة التي شملت الإله المشرع المرسل و الرسول حامل الرسالة
التالي
« التدوينة السابقة
« التدوينة السابقة
السابق
التدوينة التالية »
التدوينة التالية »