شرك مذهب السنة و الجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التطرق لشرك جل المذاهب الدينية في موضوع شرك المذاهب الدينية سأحاول التركيز على مذهب يمثل أقصى مظاهر الشرك الممكنة ألا و هو مذهب السنة و الجماعة و كذلك كونه المذهب الأكثر إعتناقا من طرف المسلمين و الذي يرى فيه جل الغير مسلمين للأسف الوجه الوحيد و الحقيقي للإسلام  رغم أنه في الحقيقة مجرد شرك بالله
و حتى دون الحاجة إلى الدخول في  التفاصيل فبمجرد الإطلاع على تسمية المذهب تتجلى بوضوح أول المظاهر الشركية لأن تسمية السنة بسنة الرسول عوض سنة الله يعتبر الشرك بعينه فهم جعلوا لرسول منهج خاص و مستقل عن منهج الله أو موازي له على حد تعبيرهم لأننا حتى لو سايرناهم في إدعائهم أن كل أفعال و أقوال الرسول وحي من عند الله كما يزعمون فهذا النهج يبقى كذلك وحي إلهي و الرسول سواء كمعلم للقران أو لبقية الوحي في شكل أفعال و أقوال فيبقى في الأخير مجرد مبلغ للوحي بشتى تجلياته و لا يمكن نسب أي نوع من التشريع للرسول
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)  سورة النور
فحتى الأيات التي يحاولون من خلالها إقناعنا أن طاعة الرسول هي السنة تؤكد أن هذا الأخير مجرد مبلغ و ليس مشرع و نفس هذه الأيات تأكد وجود  سنة وحيدة لا غير هي سنة الله و إدعاء وجود سنة أخرى موازية يعتبر شرك عظيم
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)  سورة الأحزاب
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)  سورة الأحزاب
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)  سورة فاطر
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)  سورة النساء
إذا كانت السنة لله و لا تتغير عبر العصور و مع جميع الأنبياء فمن أين خرجت لنا سنة محمد التي من مفهوم التسمية جعلوها مقتصرة عليه أي أنها ظهرت فقط في عصره و جائت منفصلة عن سنة الله مع سابق الأنبياء أليس هذا إدعاء وقح يزعم أن الرسول يسن مثل ربه عكس باقي الرسل 
نأتي الأن للأسوء فهم يدعون أن جميع أفعال و أقوال الرسول وحي إلهي عن طريق روح القدس جبريل
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)  سورة النجم
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)  سورة النحل
أليس هذا نفس التجسد الإلهي الذي يدعيه المسيحيون مع عيسى بن مريم الجسد البشري الذي تجلت فيه روح القدس و مشيئة الله و كانت كل افعاله و اقواله تجسيد للأب الإله فصراحة لا أجد أي إختلاف في الفكرة فمحمد لم يعد هنا بشرا مستقلا بذاته يصلح و يخطئ بل مجرد أداة بشرية كل تصرفتها تعبر عن وحي و مشيئة الله عن طريقة روح القدس و هنا تحول من مجرد رسول بشري إلى إله بشري يعبد و يتقبل دعوات الناس في قبره و يخرجهم من النار يوم القيامة  ألخ و بطبيعة الحال القران ينفي ذلك تماما
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)  سورة الكهف
فالآية ربطت بشكل واضح بين بشرية الرسول و وجوب عدم الشرك بالله
قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)  سورة الأحقاق
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)  سورة آل عمران
هذا الإله المشرع قام بتشريع أو بالأحرى شرعوا بإسمه شريعة توازي شريعة الله ظاهرا أما على أرض الواقع فشريعتهم ألغت شريعة الله و جعلت من القران مجرد متفرج وظيفته الوحيدة الشعوذة و إخراج الشياطين فجميع الشرائع و العبادات السنية تخالف القران و حكم الله و تطبق حكم الرسول على حد زعمهم مع أن الرسل تم تحذيره من محاولتهم تغير حكم الله في عصره فما بالك بعد موته
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)  سورة المائدة
فالرسول يحكم بحكم الله الذي أنزل عليه أي القران و ليس بحكمه الخاص و لا بحكم الجاهلية حكم الفواحش الذي نجده متجليا بوضوح في العديد من الأحاديث المنسوبة إلى الرسول و قد حالوا  أن يدفعوه إلى تغير كلام الله  في عصره فلنتصور ماذا حدث بعد موته
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)  سورة الإسراء
وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)  سورة الأعارف
و قد كان الله حاسما في الأمر عندما رد على هؤلاء في كتابه أن لا فتوى و لا تشريع غير فتواه و شرعه و لو تعلق الأمر بالرسول نفسه 
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)  سورة النساء
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)  سورة النساء
فلا فتوى و لا تشريع للرسول فماذا ستختار يا مسلم حكم الله الذي حفظه لك عبر القرون أم  حكم الجاهلية الذي صححه و ضعفه بشر مثلك و لا يزالون يغربلونه و يغيرونه حسب أهوائهم و فتاويهم إلى يومنا هذا

معلومات عن التدوينة الكاتب : Unknown بتاريخ : الثلاثاء، 17 مارس 2015
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0 للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
Site kobia